أيّها الشاب… أيتها الفتاة… اتقوا الله في أنفسكم، وفي أهلكم، وفي مجتمعكم، وخصوصًا في هذه الأيام المباركة، أيام عيد الأضحى، التي عظّمها الله وجعلها موسمًا للطاعة والبرّ والرحمة.
إنّ ما نراه اليوم من بعض السلوكيات غير الأخلاقية، من مضايقات ومعاكسات، ومن صخب ومفرقعات، ومن مظاهر لا تمتّ للفرحة بصلة، هو عارٌ علينا جميعًا، لا يليق بشبابٍ مسلم ولا بفتاة مسلمة عرفت طريق الهداية.
العيد فرحة وسرور، لا ضجيج وازعاج. العيد احترام ورحمة، لا مضايقة ولا إساءة. العيد دعاءٌ لمن ربّاك وتعب لأجلك، لا دعاءٌ عليه لأنه منعك من الحرام.
أيّها الشاب… حين ترفع صوتك بالهتاف والصفير والمفرقعات، اسأل نفسك: هل هذا يُدخل السرور على الناس، أم يُروّع الآمنين؟ هل تضمن ألا تصيب طفلًا أو امرأة أو شيخًا في طريقك؟ أتقبل أن تُصاب أختك أو ابنتك بمثل ما تفعله أنت بالناس؟ اتقِ الله، فإن المزاح الذي يؤدي للأذى ليس مزاحًا، بل جرمٌ وظلم.
يا شباب الأمة… ازرعوا البسمة، لا الرعب. كونوا قدوة في الاحترام لا سببًا في الفوضى. حين ترى من يخطئ، لا تكن شريكًا في الخطيئة، بل كُن ناصحًا، رفيقًا، محبًا. ذكره بلين… احمله على الخير… فالدالّ على الخير كفاعله.
أيتها الفتاة… لا تكوني شريكة في الخطأ بزينة زائدة أو خروجٍ غير محتشم… فالعيد لا يعني التخلي عن القيم، بل هو اختبار لها في وسط الفرح والانطلاق.
عيد الأضحى هو عيد التضحية والطهارة والنقاء… فلنكن جميعًا على قدر هذا الشرف، ولنُظهر للعالم أن شبابنا أنقى وأرقى، لا أقلّ حياءً ولا أدبًا.
في الختام، افرحوا ولكن باحترام… امزحوا ولكن دون أذى… عيشوا العيد كما أراده الله: طاعة وسرور ورحمة.