مقال

الطريق للنصر والعزة ورفع راية الإسلام

جريدة الأضواء المصرية

الطريق للنصر والعزة ورفع راية الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين المنفرد بالقدم والبقاء والعظمة والكبرياء والعز الذي لا يرام، الصمد الذي لا بصوره العقل ولا يحده الفكر ولا تدركه الأفهام، القدوس الذي تنزه عن أوصاف الحدوث فلا يوصف بعوارض الأجسام الغني عن جميع المخلوقات فالكل مفتقر إليه وهو الغني على الدوام، سبق الزمان فلا يقال متى كان وخلق المكان فلا يقال أين كان فتبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، اله عز من اعتز به فلا يضام وذل من تكبر عن أمره ولقي الآثام، استغفر الله مما كان من زللي ومن ذنوبي وإفراطي وإصراري، يارب هب لي ذنوبي يا كريم فقدأحكمت حبل الرجا يا خيرغفاري، إن الملوك إذا شابت عبيدهم في رقهم أعتقوهم عتق أحراري، وأنت يا سيدي أولى بذا كرما قد شبت في الرق. 

فأعتقني من النار، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، صلوا على خير الأنام محمد إن الصلاة عليه نور يعقد، من كان صلى عليه قاعد يغفر له قبل القيام وللمتاب يجدد، وكذلك إن صلى عليه وهو قائما يغفر له قبل القعود ويرشد، وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه وإتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد اعلموا يرحمكم الله أن حديث المناسبة في مطلع كل عام هجري هو ما سطره تاريخنا الإسلامي المجيد من أحداث عظيمة ووقائع جسيمة، لها مكانتها الإسلامية، ولها آثارها البليغة في عز هذه الأمة وقوتها وصلاح شريعتها لكل زمان ومكان، وسعيها في تحقيق مصالح العباد في أمور المعاش والمعاد، وما أجمل أن نشير إشارات عابرة لعدد من القضايا المهمة. 

الجديرة بالإشادة والتذكير في بداية كل عام هجري جديد، لعلها تكون سببا في شحذ الهمم، وإستنهاض العزمات للتمسك الجاد بكتاب الله وسنة رسوله المصطفي صلى الله عليه وسلم وحاملة على الإتعاظ والإعتبار، ووقفات المحاسبة الدقيقة، ونظرات المراجعة المستديمة في الأمة، تجديدا في المواقف، وإصلاحا في المناهج، وتقويما للمسيرة في كافة جوانبها، وتكون أول هذه الإشارات مع الحدث الذي غيّر مجرى التاريخ، الحدث الذي يحمل في طياته معاني الشجاعة والتضحية والإباء والصبر والنصر والفداء والتوكل والقوة والإخاء والإعتزاز بالله وحده مهما بلغ كيد الأعداء، إنه حدث الهجرة النبوية المشرفة، الذي جعله الله سبحانه وتعالي طريقا للنصر والعزة، ورفع راية الإسلام، وتشييد دولته وإقامة صرح حضارته، فما كان لنور الإسلام أن يشعّ في جميع أرجاء المعمورة. 

لو بقي حبيسا في مهده، ولله الحكمة البالغة في شرعه وكونه وخلقه، وإن في هذا الحدث العظيم من الآيات البينات والآثار النيرات والدروس والعبر البالغات ما لو استلهمته أمة الإسلام اليوم وعملت على ضوئه وهي تعيش على مفترق الطرق لتحقق لها عزها وقوتها ومكانتها وهيبتها، ولعلمت علم اليقين أنه لا حل لمشكلاتها ولا صلاح لأحوالها إلا بالتمسك بإسلامها، والتزامها بعقيدتها وإيمانها، فوالذي بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا ما قامت الدنيا إلا بقيام الدين، ولا نال المسلمون العزة والكرامة والنصر والتمكين إلا لما خضعوا لرب العالمين، وهيهات أن يحل أمن ورخاء وسلام إلا باتباع نهج الأنبياء والمرسلين، فإذا تحقق ذلك أيها المسلمون وتذكرت الأمة هذه الحقائق الناصعة، وعملت على تحقيقها في واقع حياتها كانت هي السلاح الفاعل الذي تقاتل به، والدرع الحصين الذي تتقي به في وجه الهجمات الكاسحة والصراع العالمي العنيف، فالقوة لله جميعا، والعزة لله ولرسوله و

للمؤمنين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى