في عالم يتغيّر كل لحظة، لم تعد الفرصة تنتظر أحدًا، ولم يعد الأمان المهني مرتبطًا فقط بالوظيفة التقليدية. بل أصبحت ريادة الأعمال هي المعادلة الجديدة التي تصنع بها المجتمعات نهضتها، والأفراد مستقبلهم.
ومن واقع متابعتي وتجربتي، أرى أن المرأة المصرية – رغم كل التحديات – أثبتت أنها قادرة على اقتحام هذا المجال بقوة، وتحقيق نجاحات ملموسة في قطاعات كانت حكرًا على الرجال لعقود طويلة.
لكن يبقى السؤال: هل الطريق إلى ريادة الأعمال سهل؟ الإجابة ببساطة: لا. لكنه ممكن، ويستحق.
الريادة ليست فقط أن تفتحي مشروعًا صغيرًا أو تطلقي علامة تجارية. بل هي فكر مختلف، شجاعة في اتخاذ القرار، وإصرار على تحويل الفكرة إلى واقع، حتى لو كانت البداية بسيطة.
المرأة الريادية لا تنتظر “الفرصة المناسبة”، بل تخلقها. تبدأ من موارد محدودة، تتعلّم وتطوّر من نفسها، تدير وقتها، تتحمل المخاطرة، وتُثبت للمجتمع أنها ليست فقط مستهلكة، بل منتجة، ومؤثرة.
ولعل أجمل ما في ريادة الأعمال أنها تُعيد تعريف “النجاح”. النجاح لم يعد محصورًا في مكتب فخم أو راتب مرتفع، بل أصبح في تحقيق الذات، والاستقلالية، والتأثير في الآخرين. وكم من سيدة بسيطة بدأت من مطبخ منزلها، وانتهت إلى منصات عالمية!
لكن، دعونا نكون واقعيين: الطريق ليس مفروشًا بالورود. ريادة الأعمال للمرأة، خاصة في مجتمعاتنا، تواجهها عوائق نفسية، واجتماعية، وتشريعية أحيانًا. نظرة تقليدية، نقص الدعم، ضعف التمويل، وأحيانًا انعدام الثقة من المحيطين.
وهنا يأتي دور الدولة، والمؤسسات، والمجتمع المدني في توفير بيئة داعمة لريادة النساء: • تعليم يزرع في الفتاة منذ الصغر فكرة المبادرة والمسؤولية • منصات تدريب وتمويل • قوانين تشجع وتحمي • قصص نجاح تُروى وتُلهم
وأيضًا، يأتي دور كل امرأة أن تؤمن بنفسها، حتى لو لم يؤمن بها الآخرون. أن تعرف أن لها حق الحلم، وحق المحاولة، وحق الفشل أيضًا، لأن الفشل في ريادة الأعمال ليس نهاية، بل خطوة على طريق النجاح.
ريادة المرأة للأعمال ليست رفاهية اقتصادية، بل أداة تنمية حقيقية. حين تبدأ امرأة مشروعًا، فإنها لا تُغيّر فقط حياتها، بل تفتح أبوابًا لأسر أخرى، تُوظف، وتُنتج، وتُشارك في عجلة الاقتصاد.
وفي النهاية، أقول لكل فتاة وسيدة: لا تنتظري الإذن من أحد لتبدئي. فكرتك الصغيرة اليوم، قد تكون قصة نجاح ملهمة غدًا. ريادة الأعمال ليست حكرًا على أحد، بل مفتاح متاح لمن تجرؤ على المحاولة.