مقال

زمان كثرت فتنه وطمّت محنه

جريدة الأضواء المصرية

زمان كثرت فتنه وطمّت محنه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله المتمم لمكارم الأخلاق، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، ثم أما بعد لقد عُنوا علماء الدعوة بتحقيق المناط وهو التحقق من تطبيق النص على الجزئيات، أي إثبات العلة في ذلك الفرع وقد إحتاطوا ووفقوا فقد تأملوا حال وواقع الناس الذين إستحقوا تلك الأوصاف والأفعال والجهاد والقتال، ولما ورد أمراؤهم موارد علمهم صدروا عنهم بعطن ورواء ويقين، وهل يعدل العلم والإيمان شيء؟ كلا وربي، أما من سواهم فليحمد الله على العافية وليقنع بها، قبل أن تُرفع عنه فيرومها فلا يُفلح ويتمناها فلا تسنح والعافية لا يعدلها شيء والمعافى من عافاه الله تعالي، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم. 

قال “لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دما حراما ” رواه البخاري، وقال عليه الصلاة والسلام ” والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا” رواه النسائي، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “ثكلته أمه رجل قتل رجلا متعمدا يجيء يوم القيامة آخذا قاتله بيمينه أو بيساره وآخذا رأسه بيمينه أو شماله تشخب أوداجه دما في قبل العرش يقول يا رب سل عبدك فيم قتلني؟” رواه أحمد، وروى النسائي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول ” يجيء المقتول متعلقا بالقاتل تشخب أوداجه دما فيقول أي رب سل هذا فيم قتلني؟” رواه النسائي، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده، 

وأوداجه تشخب دما فيقول يا رب سَلْ هذا فيم قتلني؟ حتى يدنيه من العرش” رواه ابن ماجه والترمذي، وقال رسول الله عليه صلوات الله وسلامه “أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يُقضى بينَ الناسِ الدماء” رواه البخاري، وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس من عبد يلقى الله لا يشرك به شيئا ولم يتند بدم حرام إلا دخل من أي أبواب الجنة شاء” رواه احمد، ومعنى “ولم يتند” أي لم يصب من الدم الحرام شيئا، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أبغض الناس إلى الله ثلاثة مُلحد في الحرم، ومُبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومُطلب دم امرىء بغير حق ليهريق دمه” رواه البخاري، وعن جندب رضي الله عنه عن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم قال “إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيبا فليفعل، 

ومن استطاع أن لا يحال بينه وبين الجنة ملء كف من دم أهراقه فليفعل” رواه البخاري، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا” واه أبو داود، عائذا بالله من موجبات غضبه وموارد عقابه، وكيف لا يفزع المرء من قتل المؤمن والجبار جل جلاله قد توعد قاتله في محكم التنزيل بعقوبات أولاها جهنم وخامستها العذاب العظيم، وما ظنك بعذاب وصفه الجبار بالعظيم؟ ونحن في زمان كثرت فتنه وطمّت محنه وقد رقق بعضها بعضها حتى يقول المؤمن هذه مهلكتي، والخلاصة أن أعداء الدعوة قد حاولوا أن يقطعوا كلام ومنهج أئمة الدعوة عن شيخهم المجدد في التكفير والقتال كما حاول من سبقهم قطع منهج المجدد عن منهج المجدد السابق شيخ الإسلام ابن تيمية. 

ومنهج ابن القيم كما فعل ابن عفالق وسليمان بن عبدالوهاب أخو الشيخ ويقال إنه رجع آخرا وداود بن جرجيس وعثمان بن منصور وقد أجاب الأئمة عن ذلك الإفتراء وكشفوا ذ

لك التلبيس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى