خواطر وأشعار

البلد بتنادي 

جريدة الأضواء المصرية

البلد بتنادي 

إيه اللي حصل في المجتمع المصري؟

من بلطجة في الشوارع لسقوط القيم والأخلاق…

زمان، لما كنا بننزل الشارع، كنا بنشوف شهامة، نخوة، رجالة بجد، والست تمشي في أمان مهما كانت الساعة كام. النهاردة، بقينا نشوف سنج ومطاوي وأسلحة ما شفناهاش حتى في الأفلام. بلطجة في كل شارع، في وضح النهار وقبل الليل، كأن القانون غاب، وكأن الناس بطّلت تخاف أو تحترم.

إيه اللي حصل؟ جابتوا الجرأة دي منين؟

إزاي وصلنا لمرحلة إن طفل يتعلم يبلطج قبل ما يتعلم يحترم الكبير؟

إزاي مدارسنا اللي كانت منارة للعلم والتعليم، بقى يتقال فيها اغتصاب وتحرش؟

فين المدرس اللي كان زمان له هيبة؟

فين البيت اللي كان بيربي قبل ما المدرسة تعلم؟

بقينا نسمع عن فوضى، عن مخدرات في سن المراهقة، عن شباب ضايع، عن بنات مش لاقيين أمان حتى في منطقتهم.

فين الجدعنة اللي كنا بنفتخر بيها؟

فين الأصول؟

فين الجار اللي كان بيغير على جاره؟

فين “الناس الكبار” اللي كانوا بيمشوا الشارع بنظام من غير ما يكونوا شرطة؟

فين الحزم؟ فين الانضباط؟

فين “ولادك يا بلد”؟ فين الرجولة اللي مش بس بالكلام، اللي كانت بالفعل، بالنخوة، بالسند؟

فين الأب اللي كان قدوة؟ فين الأم اللي كانت مدرسة؟

فين الدين؟ فين علمائه؟ فين صوت الحق وسط الزعيق ده كله؟

اللي حصل لينا إننا سبنا الحبل على الغارب…

اللي حصل إن القيم تهزّت، وإننا بقينا نربي أجساد من غير أرواح، ونعلّم شهادات من غير أخلاق.

اللي حصل إننا اتأثرنا بالسوشيال ميديا والدراما السامة، ونسينا مين إحنا، وجينا على نفسنا وعلى ولادنا.

لكن…

لسه في أمل.

طول ما في ناس بتسأل “إيه اللي حصل؟” يبقى لسه في ناس صاحيين، لسه في ضمير، ولسه ممكن نرجّع كل حاجة.

نرجّع الدين الصح، التربية الصح، الرجولة اللي بجد، والقيم اللي بتبني مش بتهد.

مصر محتاجة ولادها تاني…

مش اللي يضرب ويكسر، لكن اللي يصلّح ويبني.

مش اللي يتحرش، لكن اللي يحمي.

مش اللي يتفرج ويسكت، لكن اللي يتدخل ويوقف الغلط.

اصحوا يا ولاد بلدي… البلد بتنادي.

تحياتي المستشار طارق مقلد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى