مرّ الفنان الكبير مصطفى قمر بوعكة صحية مفاجئة، اضطرته إلى الخضوع لعملية جراحية دقيقة في أحباله الصوتية، مما فرض عليه الابتعاد المؤقت عن الغناء وأي مجهود صوتي، التزامًا بتعليمات الأطباء.
وقد أعلن قمر، عبر حساباته الرسمية، خضوعه لراحة صوتية تامة لمدة ستة أيام، بعد إجرائه للعملية. وكتب لجمهوره مطمئنًا: “عملية بسيطة والحمد لله، سأبتعد عن الكلام مؤقتاً حرصاً على الشفاء الكامل. دعواتكم.” وجاء هذا الإعلان ليوقف عدداً من الارتباطات الفنية كان من المقرر أن يشارك فيها خلال هذه الفترة، ما أثار قلق محبيه الذين تعودوا على حضوره الدائم وصوته الدافئ.
نجم لا يغيب
مصطفى قمر ليس مجرد مغنٍ عابر في الساحة العربية، بل هو أحد رموز الأغنية الرومانسية الحديثة. منذ بداياته في أوائل التسعينيات، استطاع أن يرسم لنفسه خطاً خاصاً، جمع فيه بين خفة الدم والألحان العصرية والكلمات الصادقة. ألبوماته مثل “سكة العاشقين”، و*”لياليك”، وأغنياته الشهيرة “حبك نار” و”أنا حلمك”*، حجزت له مكانة استثنائية في قلوب عشاق الطرب.
كما خاض مصطفى قمر تجربة التمثيل السينمائي وحقق نجاحات ملحوظة، ما أضاف له جماهيرية واسعة خارج حدود الغناء.
غياب مؤقت وتأثير ملموس
رغم أن فترة غياب قمر عن الساحة بسبب الجراحة قصيرة نسبيًا، إلا أن تأثيرها بدا واضحًا على بعض الفعاليات الفنية التي كان يفترض أن يشارك فيها. حفلات زفاف، مناسبات فنية، وبعض البرامج التلفزيونية اضطرت لتعديل جداولها أو الاعتذار لجمهورها. هذا الغياب المؤقت أعاد إلى الأذهان قيمة مصطفى قمر كفنان يشكل حضوره علامة فارقة في أي حدث فني يشارك فيه.
مشروعات مؤجلة وطموحات قادمة
كان مصطفى قمر قبل تعرضه للجراحة، قد بدأ بالفعل بالتحضير لألبوم غنائي جديد كان ينتظر أن يكون بمثابة “عودة قوية” بحسب مصادر مقربة منه. الألبوم كان سيتضمن تعاونات مع شعراء وملحنين جدد، كما كان يخطط لإطلاق عدة كليبات مصورة بأسلوب حديث يتناسب مع تطور الذوق الفني العربي.
وبالإضافة إلى الغناء، كان قمر يدرس العودة إلى الشاشة الفضية بمشروع فيلم سينمائي، بعد غياب نسبي عن الساحة التمثيلية في السنوات الأخيرة.
دعوات بالشفاء.. وانتظار للعودة
لم تتأخر رسائل الدعم والحب من جمهور مصطفى قمر وزملائه الفنانين، الذين غمروا مواقع التواصل الاجتماعي بالدعاء له بالشفاء العاجل والعودة السريعة إلى عشاقه.
يبقى مصطفى قمر رمزاً لفنان يواصل الحلم رغم التحديات، ويؤكد أن الفن الحقيقي لا يعرف الانكسار. وفي انتظار عودته المرتقبة، يبقى صوته وإبداعه محفورين في ذاكرة عشاق الفن العربي الأصيل.