مقال

اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، ثم أما بعد لقد كانت الهجرة من مكة إلى المدينة أمرا صعبا وشاقا على النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت كذلك على أصحابه رضوان الله عليهم وإن أصابهم فيها ما أصابهم من بلاء وعذاب، لأنها وطنهم الذي ولدوا وتربوا فيه، وعاشوا على أرضه، ولصعوبة الهجرة على الصحابة تدرج النبي صلى الله عليه وسلم في أمرهم بها، وإخبارهم بمكانها ووجهتها، فقد روى البخاري عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه “إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قِبل المدينة” رواه البخاري، وقال شيخ الإسلام ابن كثير ” فهاجر من هاجر قبل المدينة، ورجع بعض من كان هاجر قبل الحبشة إلى المدينة، وتجهز أبو بكر مهاجرا قبل المدينة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي،فقال أبو بكر وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي؟ قال نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه” رواه البخاري، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى، وكان واديها يجري نجلا، فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم.

وصرف الله ذلك عن نبيه، قالت فكان أبو بكر وعامر بن فهيرة وبلال في بيت واحد فأصابتهم الحمى، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيادتهم فأذن، فدخلت إليهم أعودهم وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب، وبهم ما لا يعلمه إلا الله من شدة الوعك وهي الحمى، فدنوت من أبي بكر فقلت يا أبت كيف تجدك؟ فقال كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله، قالت فقلت والله ما يدري أبي ما يقول، ثم دنوت من عامر بن فهيرة فقلت كيف تجدك يا عامر؟ فقال لقد وجدت الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه وكل امرئ مجاهد بطوقه كالثور يحمي جلده بروقه، قالت فقلت والله ما يدري عامر ما يقول، قلت وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى اضطجع بفناء البيت، ثم يرفع عقيرته أي صوته.

ويقول ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل، وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل، قالت فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، وانقل حماها إلى الجحفة، اللهم بارك لنا في مدها وصاعها” رواه البخاري، وكان بلال رضي الله عنه لشدة حزنه على تركه لوطنه رغم ما حدث معه من تعذيب وإيذاء فيه يقول ” اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ” فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى