باشا و بكالوريا

باشا و بكالوريا
. ———————- بقلم – عماد أبو زيد – عضو اتحاد كتاب مصر والعرب. —————————————————————— “وعايزنا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يازمان”.. هذا ليس مقطع غنائي فحسب من أغنية أم كلثوم..كلمات فارس الأغنية مرسي جميل عزيز.. وألحان الرائع بليغ حمدي. إنه حقا صار بالإمكان العودة بالزمان إ لي الوراء.. أو استحضار روح الزمن الغابر بكل تفصيلاته.. والعيش فيها.. وليه لا.. أومال إحنا مررنا بثورات صناعية أربعة ليه؟.. ولحقنا بثورة الإتصالات والأقمار الصناعية وغزو الفضاء..وتكنولوجيا الحاسوب والمعلومات..والهندسة الوراثية . التكنولوجيا المتاحة عالميا حاليا تدفعنا لمزيد من التقدم واستشراف آفاق جديدة.. وإتاحة حياة أفضل للإنسان بجودة عالية.نحن نعيش الآن عصر الثورة الصناعية الخامسة.. وهي تشمل مفهوم التعاون المتناغم بين الإنسان والآلة.. مع التركيز بشكل خاص على رفاهية مختلف أصحاب المصلحة (أي المجتمع والشركات والموظفين والعملاء). أما العودة للوراء فهذا للأسف يعجز العلم عن تحقيقه.. إنما يمكن تحقيقه بكفاءة غير عادية وغير مسبوقة.. كفاءة منقطعة النظير.. بفضل رجال غرتهم الحياة الدنيا.. وزين لهم الشيطان سوء أعمالهم . من مفردات الزمن الغابر:.التوجيهية- البكالوريا -الافندي-البيه -الباشا- الطربوش.وقد صار الحديث في الآونة الأخيرة عن عودة البكالوريا.. لتحل مكان مسمى الثانوية العامة.. لا أدري ماعمق..أو كنه الفلسفة الكائنة.. خلف مسمى الشهادة؟ ..ففي الأمثلة الشعبية التي صاغها الوجدان المصري (تبديل…. ب….. حرفة). نعم أيها الوجدان الصادق الضارب في أعماق التاريخ.. كم مررت بتجارب حياتية كثيرة أعانتك على صعاب الحياة.. وقد استلهمت منها أقوال حكيمة تميز..وتفرق بها بين الغث والسمين..ثم كان الحديث عن الباشا.. وطبعا كان الأجداد لنا يعرفون (الباشا الحكيم )..الطبيب حاليا.. و(الباشا تومرجي).. (والباش مهندس).. فضلا عن (الباشا الكبير )الذي لديه ثروة ضخمة.. ويتقدم من خلال وسطاء الي السرايا.. لينعم عليه جلالة الملك ويمنحه لقب الباشا.. وعليه تترتب له وآخرين أمثاله وضعيتهم الجديدة في المجتمع.. مال وجاه ونفوذ. وهذا هو حديث الساعة الان..اذ يقدم أحد اليساريين القدامى ا. أسامة الغزالي حرب مقترحا بعودة هذا اللقب ومنحه من الجهات العليا الي أناس استطاعوا تحقيق ثروات مالية ضخمة…بموجب قانون يصدق عليه البرلمان المصري. ألم أقل لكم إنه صار بالإمكان عودة الزمن الماضي؟!.