
شهر الدراما بامتياز
بقلم: أسامة حراكي
ضيفنا الكبير الذي يزورنا سنوياً ضيف الخير والعبادة والصوم شهر رمضان، أصبح شهر الدراما بامتياز.
وقد كانت هناك منذ أعوام قناة تلفزيونية هي “القاهرة والناس” لا تعمل إلا خلال الموسم الرمضاني وتغلق باقي العام، أصبحت تبث طوال العام وتتنافس في المواسم الدرامي الكبير.
قديماً لم يكن في كل دولة إلا قناتين فقط وكذلك كانت مصر، وكل المصريين كانوا يشاهدونهما في وقت واحد أثناء رمضان.
وكان الفنانين يتسابقون كي تُعرض أعمالهم في رمضان، حيث نسبة المشاهدة في ذلك الوقت كانت كبيرة.
لكن حالياً أعلى نسبة مشاهدة للمسلسلات هي خارج رمضان، لأنه بعد إنتهاء الشهر الكريم لا يوجد هذا الكم الهائل من المسلسلات، وهو ما يتيح للمشاهد حرية أكبر في متابعة العمل المفضل لديه.
كما أن الفواصل الإعلانية الكبيرة داخل الأعمال التي تعرض في رمضان، تقل نسبتها بعد رمضان، ما يقلل من الوقت الذي سيضيعه المشاهد إذا شاهد العمل أثناء عرضه في رمضان.
بالطبع هذا العام كسابقه من الأعوام يضيع الكثيرين ما بين الفضائيات وهم يركضون بين هذه القناة وتلك ليشاهدوا ما يحلو لهم، لكن وسط هذا الزحام يكون الإختيار هو سيد الموقف.
حيث يستمتع كل منا باختيار عدد محدود لمتابعتها، لأن باقي الأعمال سيعاد عرضها بعد رمضان وحتى لأكثر من مرة في الأعوام القادمة.
حتى المنافسة نراها في الدراما التركية والسورية اللتان تقدمتا جداً وليس هناك مشكلة في ذلك.
وتقدمهما ليس معناه أن الدراما المصرية أصبحت سيئة، ولكن الدراما المصرية تراجعت إلى درجة أن الدراما التركية والسورية تميزت على الدراما المصرية لأنها لم تتطور.
وعلينا أن نعترف بذلك ولا يجب أن نغار من هذا الوضع، فالدراما التركية غزت العالم العربي والناس أحبوها ولم يستهجنوها.
وهناك من يحب أن تكون اللهجة السورية موجودة عوضاً عن الفصحى، وهذا ساعدها على البروز وقد تكون له إيجابياته وسلبياته، لكن تبقى الأعمال الرمضانية في مصلحة الدراما التلفزيوينة.
حيث تخلق فرص عمل وتحقق تنافس شريف بين الفنانين، وخصوصاً إن كانت أعمال تتناول قضايا المجتمع كافة، فعلى كل منا أن يبحث عن القضية التي تهمه والنجوم الذين يحب أسلوب أدائهم.