مقال

أفضل الأعمال أشقها على النفوس

جريدة الأضواء المصرية

أفضل الأعمال أشقها على النفوس 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

أفضل الأعمال أشقها على النفوس ، إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه الله رحمة للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله خير ما جزى نبيا من أنبيائه، فصلوات ربي وتسليماته عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين أما بعد، روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال إذا أصبحتم صياما فأصبحوا مدهنين، وقال قتادة يستحب للصائم أن يدهن حتى تذهب عنه غبرة الصيام، وقال أبو التياح أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم ادهن ولبس صالح ثيابه، والفائدة الثانية وهي أنه أشقّ على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس.

 

وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهد من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها، ولهذا المعنى قال النبي صلى الله عليه وسلم ” للعامل منهم أجر خمسين منكم، إنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون” وأما عن الفائدة الثالثة وهي أن المفرد بالطاعة من أهل المعاصي والغفلة قد يدفع البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم، وقال العلماء ورفع الأعمال على ثلاث درجات، فالدرجة الأولى وهي رفع يومى ويكون ذلك فى صلاة الصبح وصلاة العصر وذلك لما رواه البخارى ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

 

” يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون ” وأما عن الدرجة الثانية وهي رفع أسبوعى ويكون فى يوم الخميس وذلك لما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم ” وأما عن الدرجة الثالثة وهو رفع سنوى ويكون ذلك فى شهر شعبان وذلك لما رواه النسائى عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال صلي الله عليه وسلم ” ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ”

 

وقال الإمام ابن الجوزى رحمه الله تعالي واعلم أن الأوقات التي يغفل الناس عنها معظمة القدر لإشتغال الناس بالعادات والشهوات، فإذا ثابر عليها طالب الفضل دل على حرصه على الخير، ولهذا فضل شهود الفجر في جماعة لغفلة كثير من الناس عن ذلك الوقت وفضل ما بين العشاءين وفضل قيام نصف الليل ووقت السحر، وقال الإمام ابن رجب الحنبلى رحمه الله قيل في صوم شعبان أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط.

أفضل الأعمال أشقها على النفوس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى