
سرادقات العزاء
أرض نفاق
بقلم/السيد شحاتة نائب رئيس مجلس إدارة جريدة الأضواء والمشرف العام على الموقع الإلكتروني
قد يكون العنوان صادم للبعض ولكنها الحقيقة التي لايمكن تجاهلها وخصوصا في الريف المصري بصفه خاصه
وللأسف الشديد أصبحت سرادق العزاء وكأنها ليلة من ليالي ألف ليله وليلة وليست مأتما للحزن وتدبر مايتم قراءته من القرآن الكريم
يتسابق الناس للتفاخر بينهم في تجهيز السرادق وتحضير البوفيهات الشيك والتسابق علي المقرئين والتزايد بينهم والتي أصبحت بلاشك سوقا رابحه لهم
ينفقون الآلاف من الجنيهات والتي لاتحصي ويتسابق المعزين وتجار الإنتخابات يتقابلون بالاحضان والقبلات ويسبقهم مصوري الفيديو
في حين لو أن هناك عزاء لفقير لن نري تلك الجموع فهل سأل أحدنا نفسه يوما
لو كتب علي الميت الرجوع ومشاهدة مايحدث في سرادق عزاؤه أكان سيرضي بذلك أو سيوصي بمنع هذا العبث الذي ينطوي علي جرأة بحرمة الموت
إن مايحدث للاسف في تلك السرادقات وخصوصا للمشاهير أو أصحاب الأموال يزيد قناعتنا يوما بعد يوم أن العزاء للأحياء ولايصل منه شيئا للأموات
البعض يحوله إلي فرصه للتباهي والتفاخر وإستعراض ثرائه ووجاهته والحضور الجماهيري
للأسف أصبحت السرادقات أرضا للنفاق لإرضاء البشر وليس لمواساتهم
أليس ذلك إسراف وتبذير ينهي عنه الدين أليس من الواجب والأوجب انفاق تلك الأموال الطائلة علي الفقراء والمساكين أو تذهب للغارمين لإنقاذهم من غياهب السجون
أليس من الأفضل أن تساهم بها في كفالة يتيم أو تجهيز عروس ليعود كل ذلك بالنفع علي الأحياء والأموات
فأيهما أنفع للميت سرادق تباهي ونفاق أم دعاء من قلب خاشع