مقال

مشاهد ومواقف في معجزة الإسراء والمعراج

جريدة الأضواء المصرية

مشاهد ومواقف في معجزة الإسراء والمعراج
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن رحلة الإسراء والمعراج، ولقد اطلع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج على بعض أحوال الذين يعذبون في نار جهنم، ورأى أصناف متعددة منهم، فالصنف الأول هم الذين يخوضون في أعراض المسلمين، ويقعون في الغيبة، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ” لما عرج بى مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال هولاء الذين يأكلون لحوم الناس” وأما عن الصنف الثاني.

فهم الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم” مررت ليلة أسرى بى على قوم تقرض شفاههم بمقارض من نار، قال، قلت من هؤلاء؟ قالوا خطباء أمتك” وأما الصنف الثالث، فهم الذين يأكلون الربا، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ” رأيت ليلة أسرى بى رجلا يسبح فى نهر ويلقم الحجاره، فسألت ما هذا؟ فقيل لى آكل الربا” ولقد مر رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة في عدة مشاهد ومواقف تستخلص منها عبر وفوائد جمة، منها أهمية الصلاة ومكانتها الكبيرة، فالإسراء والمعراج رحلة ربانية تفضل بها الله عز وجل على نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم حيث أسرى به على ظهر البراق من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس الشريف، ثم عُرج به من المسجد الأقصى.

إلى السماوات العلى وما فوقها، وهي إحدى معجزات نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التي أذهلت الكفار، وحارت فيها العقول لدرجة أنهم كذبوه وزعموا أنها من نسج خياله، ولقد تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم للعديد من المحن والابتلاءات حيث اشتد عداء المشركين وأذاهم له، فضيقوا الخناق عليه وعلى صحبه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وحاصروهم، ومات عمه أبو طالب الذي ربّاه منذ صغره وكان شفوقا عليه لدرجة أنه دافع عنه وحماه من أذى المشركين، وتوفيت زوجته الحنونة السيدة خديجة بنت خويلد والتي كانت سنده ومعينه، ونال ما ناله من التنكيل من أهل الطائف وسخريتهم منه، وقد سُمي ذلك العام بعام الحزن لشدة ما قاساه، لكنه صبر صلى الله عليه وسلم ومضى في دعوته وتبليغ دين ربه سبحانه وتعالى.

فأكرمه مولاه عز وجل برحلة الإسراء والمعراج، وإن فى أهمية الصلاة في رحلة الإسراء والمعراج بأن الصلاة عماد الدين وهو أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ولها مكانتها وأهميتها البالغة في ديننا الإسلامي، ومما زادها تشريفا وتعظيما أنها الركن الوحيد من أركان الإسلام، والعبادة والفريضة الوحيدة أيضا التي فرضت ليلة الإسراء والمعراج، فقد فرضت في السماوات العلا ودون واسطة، فتميزت عن غيرها لمكانتها العظيمة وفضلها بين العبادات الأخرى، وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إماما، وكانت آخر وصايا المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل وفاته هى الصلاة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى