مقال

كريمات في حجرات بنيت من الطوب اللبن

جريدة الأضواء المصرية

كريمات في حجرات بنيت من الطوب اللبن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 10 يناير 2025
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إرغاما لمن جحد به وكفر وإذلالا لمن أشرك به وفجر وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر، الشافع المشفع في المحشر، صلوات ربي وسلامه عليه ما اتصلت عين بنظر وما سمعت أذن بخبر وعلى آله وأزواجه الميامين الغرر وأصحابه خير صحب ومعشر وعن التابعين لهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور أما بعد فأوصيكم ونفسي أيها الناس بتقوى الله تعالى فهي المنجية من عذاب النار والمؤدية إلى دار الأبرار، فقال تعالى ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ” ثم أما بعد إن من أمهاتنا الكريمات سليمة القلب، هي السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها، وهي أول من تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم.

بعد موت زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها وكانت جليلة نبيلة، نقية السريرة وقد وهبت يومها للسيدة عائشةَ رضي الله عنها، تبتغي رضا الله برعاية قلب النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم، ومن أمهاتنا الكريمات هي العابدة الذاكرة، جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، وكان أبوها سيّد مطاع في قومه، وكانت في سبي بني المصطلق، فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل عتقها صداقها، ومنّ على قومها، وكانت كثيرة التعبد لربها، قانتة لمولاها، تجلس في مصلاها تذكر الله تعالي إلى نصف النهار، كما في صحيح مسلم قالت أتى عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة وأنا أسبح، ثم انطلق لحاجته، ثم رجع قريبا من نصف النهار، فقال “أما زلت قاعدة؟ يعني تذكرين الله، قالت نعم، فهؤلاء هم أمهاتنا، زوجات نبينا المصطفي صلى الله عليه وسلم.

عشن معه في بيت متواضع، في حجرات بنيت من الطوب اللبن وسعف النخل، ولكنها ملئت بالإيمان والتقوى، وكان لهن صلى الله عليه وسلم زوجا رحيما، برّا حليما، جميل العشرة، كريم السيرة، صبرن معه صلى الله عليه وسلم على الفقر والجوع، وكان يأتي عليهن الشهر والشهران وما يوقد في بيوتهن نار، وتأتي أيام وليس في بيوتهن سوى تمرة واحدة، بل ربما لم يجدن سوى الماء بلا طعام، قناعة في العيش، وصبر على موعود الله، ” وللآخرة خير لك من الأولي ” وقد أخبر الله تعالى أن أجورهن عنده مضاعفة حيث قال تعالي ” ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما ” وكان هناك خمس منهن تزوجهن رسول الله عليه الصلاة والسلام وأعمارهن من الأربعين إلى الستين عاما.

فحقق بذلك رعاية الأرامل وكفالة صبيانهن الأيتام، وقد تزوج رسول الله صلي الله عليه وسلم السيدة خديجة رضي الله عنها وعمرها أربعون عاما ولها ثلاثة أولاد من غيره، وهو لم يتزوج بعد، وتزوج السيدة زينب بنت خزيمة وهي أرملة ناهزت الستين من عمرها، وتزوج السيدة أم سلمة وهي أرملة ولها ستة أولاد، وتزوج السيدة سودة وهي أرملة وعمرها خمسة وخمسون عاما، فإن أمهات المؤمنين، مناقب مشرقة، ومحاسن مضيئة، حقيق بنساء المسلمين اليوم أن يجعلنها نبراسا للحياة، ويرتشفن من معينها أطيب الخلق وأزكاه، بطاعة الله ورسوله، والمسارعة في الخيرات، والبعد عن الشبهات والشهوات، وملازمة الستر والعفاف، والحذر من التبرج والاختلاط، أوالخضوع بالقول مع الرجال، كما قال الله تعالي ” يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا “

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى