مقال

سماع وطرب أهل الجنة

جريدة الأضواء المصرية

سماع وطرب أهل الجنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 6 يناير 2025
الحمد لله وفق من شاء لعبادته، أحمده سبحانه وأشكره على تيسير طاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعد المؤمنين بلوغ جنّته، وحذّر العصاة أليم عقوبته، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، كان إماما في دعوته، وقدوة في منهجه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، صلاة دائمة حتى نبلغ دار كرامته، أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالي، أما بعد لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم سهلا لينا في التعامل مع زوجته، فإذا هويت شيئا لا محذور فيه تابعها عليه، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في وصف حجة رسول الله صلي الله عليه وسلم أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت يا رسول الله إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت،

قال جابر وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم رجلا سهلا، إذا هويت الشيء تابعها عليه” رواه مسلم، ومعني “رجلا سهلا” أي سهل الخلق، كريم الشمائل، لطيفا ميسرا في الخلق، كما قال الله تعالى ” وإنك لعلي خلق عظيم ” وعن المقدام بن معد يكرب عن النبي صلي الله عليه وسلم قال “إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه” حتى يفرح ويأنس به، وعن عبد الله بن عمرو قال ما رُئي رسول الله صلي الله عليه وسلم يأكل متكئا قط ولا يطأ عقبه رجلان” أي لا يمشي قدام القوم، بل يمشي في وسط الجمع أو في آخرهم تواضعا، والنبي صلي الله عليه وسلم كان معلما، وفي هذا لطافة أن المعلم والمربي إذا مشى مع طلابه أن يجعلهم عن يمينه أو يكون وسطهم فذلك أبلغ أثرا في النفوس وآنس لهم، والقرب والحنو من الناس وتعليمهم بالعاطفة والرحمة.

هكذا كان هدي نبيكم صلي الله عليه وسلم، وأما عن سماع وطرب أهل الجنة فهم كما قال تعالي “فهم في روضة يحبرون” ليس كغناء الدنيا ومعازفها المحرمة، فمن سماعهم غناء الحور العين، فهن يغنين بأجمل الأصوات ومن سماعهم أن الريح إذا هبت في الجنة هزت غصون الأشجار، وحركت أوراقها فتسمع لها أصوات لم تسمع الخلائق مثلها، فإياك أن تحرم هذا السماع بسماع الحرام، وأما نساء أهل الجنة فلسن كنساء الدنيا، ألم تسمع قول الله تعالى “ولهم فيها أزواج مطهرة” مطهرة من الحيض والنفاس ومن البول والغائط والمخاط والبصاق وسائر الأنجاس، فيا من إنتهك حرمات رب العالمين، وإياك أن تبيع الحور العين ببنات الطين، فغض بصرك عن السفور وإحفظ فرجك عن الفجور وقدم العفة مهرا للحور، حيث قال سبحانه وتعالي ” وزوجناهم بحور عين”

والحوراء هي الشابة الجميلة البيضاء، شديدة سواد العين، شديدة بياضها والعيناء واسعة العينين، وكما قال تعالى عنهم ” كأمثال اللؤلؤ المكنون” وكما قال تعالي “كأنهن الياقوت والمرجان” كأن الحورية الياقوت في صفائه، والمرجان في حسن بياضه، وقال سبحانه ” فيهن خيرات حسان” أي خيرات الأخلاق، حسان الوجوه، فقد جمع الله تعالي لهن الجمال الحسي والجمال المعنوي، فما رأيكم لو أن امرأة واحدة من الحور العين أطلت علينا في سمائنا، فماذا يحدث في هذا الكون؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصف هذا المشهد ويقول ” لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا، أي ما بين المشرق والمغرب يعج بريحها الطيب، قال ولأضاءت ما بينهما، وهو ليس لأنوار الأرض مكان، وليس للشمس مكان عند نور الحورية،

وقال ولنصيفها على رأسها، أي خمارها خير من الدنيا وما فيها ” رواه البخاري، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين، على كل واحدة سبعون حلة، يرى مخ ساقها من وراء اللحم” رواه أحمد، ولو ضحكت في وجه زوجها لأضاءت الجنة من نور مبسمها ولو بزقت في ماء البحر لجعلته عذبا زلالا من حلاوة لعابها، فينظر إلى وجهه في خدها أصفى من المرآة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى