فرنسا ١٩٩١ عند عودتي ليلا من مدرسة أليانس فرانسيز لتعليم اللغة الفرنسية جلس بجانبي في الأتوبيس رجل فوق الستين من العمر ويبدو أنه علي درجة عالية من العلم من المنظر و الأسلوب المهذب الراقي الذي يجذبك إلي الحديث معه نظر إلَي وقال لي صباح الخير سيدي فقلت له صباح الخير سيدي ولأن ملامحي شرقية قال لي يبدو أنك لست فرنسيا قلت له نعم فقال لي من أين أنت قالت له من مصر فقال ولماذا أنت هنا فأجبت للعمل وجئت بفيزا سياحية فتعجب الرجل وقال لي عجبا جئت الي فرنسا لتعمل ومصر من أغني دول العالم العالم يتمني الذهاب الى مصر وأنت تأتي إلي هنا فنظرت إليه في صمت وتعجبت ورددت ماقاله لي في نفسي وأنا يغمرني الفرح والفخر ببلدي وقلت له هل صحيح ماتقول قال نعم وهل أنت لاتعلم ذلك فقلت له لا هههه لا . اعلم فابتسم وعلم أنني اكذب ، ومن هذه اللحظة تعودت أن لا اكذب بعد اليوم وكانت الأخيرة وجلست مع نفسي اتسأل لماذا لا توجد الدروس الكافية في هذا الأمر وكل ماهو موجود هوا الحياة والظروف واحباط الشباب والوضع الصعب كأن هناك ايادي خفيفة تريد أن تخلق هذا الوضع ليكون مهيأ لأي شيء يتم السيطرة عليه من خلالها لاكن الحياة الجميلة ومكانة مصر والظروف والوضع الجيد بالنسبة للأجانب هو جنه ووضع أخر . وجاءت محطة النزول من الأتوبيس ، وقال لي يمكن أن نلتقي مرة آخر يومك سعيد فقلت له يومك سعيد وإلي الآن ٢٠٢٤ وأنا أتذكر ماقاله لي هذا الرجل ، وظل يراودني الحديث مع نفسي ، لماذا لانشعر بهذا في مصر ، ام أن كثرة الذين يقللون من شأن مصر غلبت على الجميع ،والحديث دائما عن الديون ، وعن الإحباط بدلا من ثقافة الوعي ودراسة التاريخ ، وديون العالم الذي تساعد الكيان كل دولة بمئات ألاف المليارات ولا أحد يتكلم عن هذا ، ولا حديث إلا عن مصر ولأنك أنت المستهدف للتقليل وكسر العزيمة ، عليك أن تقف ، بكل عزيمة وإرادة وقوة ضد كل من يريد إضعافك لابد وأن تقف صامد شامخ بشموخ وعظمة مصر ومكانة مصر دمتم علي قلب رجل واحد دمتم سعداء طيبين