بنك انجلترا حول الفائدة يدفع عائدات السندات لأعلى مستوى في 26 عاما

بنك انجلترا حول الفائدة يدفع عائدات السندات لأعلى مستوى في 26 عاما
متابعة عبده الشربيني
تشهد عوائد السندات البريطانية ارتفاعا كبيرا، متجهة نحو مستويات لم تُشهد منذ 26 عاما، مع تزايد شكوك المستثمرين بشأن مسار خفض أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا العام المقبل.
ارتفع العائد على السندات لأجل 30 عاما إلى 5.16% يوم الجمعة بعد ارتفاعه لـ7 جلسات متتالية. في غضون أسبوع واحد فقط، تغيرت توقعات السوق بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة من 4 مرات في العام المقبل إلى أقل من مرتين، ثم عادت لفرصة خفضها 3 مرات.
يتجلى النقاش بوضوح حول كيفية استجابة صانعي السياسات للمزيج المعقد من الضغوط التضخمية المستمرة والنمو الضعيف في المملكة المتحدة. تضيف التوقعات غير الواضحة رياحا معاكسة أخرى لمستثمري السندات الحكومية وهم يستعدون لزيادة العرض العام المقبل. من المقرر أن يتجاوز الاقتراض التوقعات الرسمية هذا العام، ما قد يجبر الحكومة على جمع مزيد من المال في بداية العام المقبل.
عارض ثلث لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا يوم الخميس بالتصويت على خفض أسعار الفائدة – أكثر مما توقعته السوق – وصرح المحافظ أندرو بيلي بـ “عدم يقين متزايد في الاقتصاد” كسبب يمنع تحديد توقيت وحجم الخفض المتوقع.
يشهد الاقتصاد البريطاني تقلصا ويشير مسح بنك إنجلترا على ضعف سوق العمل، ما يتناقض مع البيانات الصادرة هذا الأسبوع التي أظهرت أن الأجور زادت أكثر من المتوقع. وهذا رغم التحفيز المالي الذي أُعلن عنه في أكتوبر إضافة إلى التأثيرات العالمية للسياسة الأمريكية. أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى إعادة التركيز على مخاطر الأسعار يوم الأربعاء، بينما هدد الرئيس المنتخب دونالد ترمب الاتحاد الأوروبي بالرسوم الجمركية يوم الجمعة.
وفقا لمؤشر بلومبرغ، تراجعت محفظة السندات الحكومية البريطانية أكثر من 4% في 2024، مقارنة بعائد 2% للسندات الحكومية الأوروبية وعام مستقر تقريبا لسندات الخزانة الأمريكية.
قال ماثيو رايان، رئيس إستراتيجية السوق في إيبوري: “يبدو أن مسؤولي بنك إنجلترا منقسمون أكثر من أي وقت مضى بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة في المملكة المتحدة”. يُعزى ذلك إلى التوقعات الاقتصادية المعقدة للمملكة المتحدة، حيث إن الطلب الاستهلاكي الهش يواجه آثار الميزانية الحالية والسياسات الاقتصادية الخارجية التي تعزز التضخم.
إذا خفت ضغوط الأسعار في المملكة المتحدة في 2025، كما يتوقع عديد من خبراء الاقتصاد، فقد ينتهي الأمر ببنك إنجلترا إلى خفض أسعار الفائدة بقوة، ما يؤدي إلى انتعاش السندات.
قال جاي ستير، رئيس إستراتيجية الأسواق المتقدمة في معهد أموندي للاستثمار: “قد تثبت صحة ما قاله الأعضاء الـ3 الذين صوتوا لصالح خفض أسعار الفائدة الآن، لأن الخطر يكمن في أن الأعضاء الـ6 الذين صوتوا لصالح إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير يركزون على موجة الأرقام التضخمية الأعلى من المتوقع، وليس بما يكفي على بيانات النمو الضعيفة”.
مع ذلك تعرض المستثمرون في السندات للإحباط المستمر هذا العام. في بداية 2024، كانت الأسواق تراهن على تخفيضات نحو 150 نقطة أساس من بنك إنجلترا، في النهاية، لكن ما تحقق منها هو فقط 50 نقطة أساس، أقل مما حققه كل من الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي.
“ما زلنا على مسار خفض أسعار الفائدة، لكن الأحوال الاقتصادية العاصفة تعني أننا نسير ببطء”. وفقا لسوزانا ستريتر، رئيسة قسم المال والأسواق في هارجريفز لانسداون