ما هى تداعيات سقوط نظام بشار الأسد على سوريا والمنطقة
كتب/ أيمن بحر
فى لقاء خاص أجراه الإعلامى عماد الدين أديب مع البروفيسور إتامار رابينوفيتش الباحث والمفاوض الإسرائيلى البارز تم تناول تداعيات سقوط نظام بشار الأسد على سوريا والمنطقة وتحليل موقف إسرائيل من هذه التطورات.
وقال أديب فى مستهل الحوار إنه حتى نفهم إسرائيل من الداخل علينا أن نفهم الأولويات التي تفرض نفسها على هذا المجتمع وأضاف:الآن الحادث السوري يفرض نفسه بقوة على عقول وقلوب المستويين الأمنى والسياسى كما يفرض نفسه على عقول الرأى العام الإسرائيلى. لفهم كيف تفكر إسرائيل فى الملف السورى علينا أن نطرح ثلاثة أسئلة: السؤال الأول: ماذا حدث؟ السؤال الثانى: ماذا يحدث؟ السؤال الثالث: ماذا يمكن أن يحدث؟
وأجاب رابينوفيتش على هذه الأسئلة وهو الذى كان له دور كبير فى المفاوضات بين إسرائيل وسوريا فى التسعينيات أحد الخبراء البارزين فى الشؤون السورية والشرق الأوسط.
من وجهة نظر تامار رابينوفيتش كانت المفاجأة الكبرى هى انهيار نظام بشار الأسد بسرعة ودون مقاومة تذكر، بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية التى خلفت العديد من التغيرات السياسية والعسكرية.
وأوضح رابينوفيتش أن سقوط الأسد كان نتيجة لعدة عوامل أهمها ضعف الدعم من حلفاء النظام التقليديين مثل إيران وروسيا اللذين لم يتمكنا من إنقاذه بسبب انشغال روسيا فى حرب أوكرانيا وتعرض إيران وحزب الله لضغوط عسكرية إسرائيلية.
وأشار إلى أن النظام السوري كان يعانى من فساد داخلى حيث كانت وحدات الجيش تتبع لولاءات طائفية ولم تكن مؤهلة للقتال بشكل فعال.
كما أكد على أن التدخلات العسكرية من قبل قوى إقليمية مثل تركيا، كان لها تأثير كبير فى تعزيز قوة المعارضة السورية.تحدث رابينوفيتش عن دور تركيا فى سوريا مؤكدًا أنها لم تتفاجأ بسقوط الأسد حيث كانت لها مصالح كبيرة فى المنطقة، بما فى ذلك استضافة 3.5 مليون لاجئ سورى.
كما أشار إلى أن تركيا كانت تميل إلى دعم المجموعات المسلحة المعارضة لنظام الأسد وخاصة هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الجولانى الذى ارتبط بعلاقات مع تركيا.
وفيما يخص الموقف الإيرانى أشار رابينوفيتش إلى أن طهران كانت قد استثمرت مليارات الدولارات فى بناء المحور الإيرانى فى سوريا ولبنان لكنها بدأت تواجه انتقادات داخلية بسبب هذه الاستثمارات الضخمة خاصة فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تعيشها إيران.من ناحية إسرائيلية أكد رابينوفيتش أن فقدان الأسد لحلفائه التقليديين مثل إيران وروسيا يعتبر أمرًا إيجابيًا بالنسبة لإسرائيل حيث أن إيران هى العدو الأكبر لإسرائيل.
ورغم ذلك أشار إلى أن التغيرات فى سوريا قد تؤدى إلى صعود فاعلين جدد قد يشكلون تهديدًا على إسرائيل مثل الجولانى ومجموعته.
وأكد رابينوفيتش أن إسرائيل تراقب الوضع عن كثب باستخدام أدوات الاستخبارات الحديثة مثل الأقمار الصناعية والعملاء على الأرض. ورغم أن إسرائيل لم تكن تتوقع هذا التسارع فى الأحداث إلا أنها تتابع تطورات الوضع وتجهز ردودًا محتملة.وفيما يتعلق بمستقبل المفاوضات بين إسرائيل وسوريا، أشار رابينوفيتش إلى أن الفرص قد تكون ضئيلة حاليًا، خاصة بعد سقوط النظام السوري الحالي.
وأضاف أن الجولانى رغم تحركاته الأخيرة لا يبدو أنه مهتم بتوصل اتفاق سلام مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تواجه تحديات جديدة فى التعامل مع السلطة فى دمشق إذا تغيرت الظروف السياسية بشكل جذرى.
يبدو أن التغيرات فى سوريا لا تقتصر فقط على سقوط النظام السورى بل تمتد إلى تحولات جيوسياسية قد تؤثر بشكل كبير على المنطقة برمتها.وفى ظل هذه المعطيات يبقى السؤال الأهم: كيف ستتعامل القوى الكبرى وخاصة إسرائيل، مع هذا الواقع الجديد فى سوريا؟