مقال

ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها

جريدة الأضواء المصرية

ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 9 ديسمبر 2024
الحمد لله رب العالمين جعل الرفعة لعباده المتواضعين، والذل والصغار على المتكبرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد إن الأمانة من حفظها وأداها ولم يضيعها كانت سببا من أسباب دخول الجنة بل ضمن له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة، إصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا إذا اؤتمنتم، وإحفظوا وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم ” رواه أحمد، والأمانة يكفيها أهمية وفضلا أنها من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فقد عُرف بها صلى الله عليه وسلم.

وتم تلقيبه بها قبل البعثة، ولذلك لما نزل عليه الوحي قالت له السيدة خديجة رضي الله عنها وهي تطمئنه ” فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم ” وقصة وضع الحجر الأسود مشهورة حيث فرح القوم بمقدمه صلى الله عليه وسلم وقالوا هذا الأمين، وفي قصة هرقل مع أبي سفيان رضي الله عنه، لما قال له هرقل سألتك عن ماذا يأمركم؟ فزعمت أنه يأمر بالصلاة، والصدق، والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، وهذه صفة نبي ” متفق عليه، أما أمانته صلى الله عليه وسلم بعد البعثة فقد أدى الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة الكبرى التي تكفل بها وهي الرسالة أعظم ما يكون الأداء، وتحمل في سبيلها أعظم أنواع المشقة، وكما أن حفظ الأمانة وعدم تضييعها من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.

فقد قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع “ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها” وبسط يده، فقال “ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟” ثم قال “ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رُبّ مبلغ أسعد من سامع” رواه أحمد، ومما يبين عظمها وأهميتها أنها تؤدى حتى للبر والفاجر، وقال ميمون بن مهران “ثلاثة يؤدين إلى البر والفاجر الأمانة، والعهد، وصلة الرحم” ولما جاء الأمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة ترك الإمام علي رضي الله عنه في مكة لأداء الأمانات، ورد الودائع إلى أهلها، برغم ما فعلوه معه ومع أصحابه الكرام من إضطهاد وإيذاء ولكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمنا هذا الخلق العظيم فأقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثلاث ليال وأيامها، حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس.

حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما أن الأمانة بها يعلو شأن الإنسان إذا اتصف بها، فقد رفع بها النبي صلى الله عليه وسلم شأن أبي عبيدة رضي الله عنه، فلما أتى صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالا ” ابعث معنا رجلا أمينا ولا تبعث معنا إلا أمينا، فقال صلى الله عليه وسلم ” لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين ” فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” قم يا أبا عبيده بن الجراح” فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” هذا أمين هذه الأمة ” رواه البخاري، وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم ” إن لكل أمة أمينا وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح ” رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى