يا أيها المدثر قم فأنذر بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الأحد الموافق 1 ديسمبر 2024 الحمد لله خالق كل شيء ورازق كل حي، أحاط بكل شيء علما، وكل شيء عنده بأجل مسمى يعطى ويمنع، ويخفض ويرفع ويضر وينفع، لا مانع لما أعطى ولا معطى لما يمنع، يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل، يعلم الأسرار، ويقبل الأعذار، وكل شيء عنده بمقدار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، من للعباد غيره يدبر الأمر ومن يعدل المائل من يشفى المريض ومن يرعى الجنين فى بطون الحوامل من يحمى العباد وهم نيام وهل لحمايته بدائل من يرزق العباد ولولا حلمه لأكلوا من المزابل من ينصر المظلوم ولولا عدله لسووا بين القتيل والقاتل ومن يظهر الحق ولولا لطفه لحكم القضاة للباطل من يجيب المضطر اذا دعاه وغيره إستعصت على قدرته المسائل من يكشف الكرب والغم.
ومن يفصل بين المشغول والشاغل من يشرح الصدور ولولا هداه لنعدم الكوامل من كسانا، من أطعمنا وسقانا، من كفانا وهدانا من خلق لنا الأبناء والحلائل من سخر لنا جوارحنا ومن طوع لنا الأعضاء والمفاصل من لنا إذا إنقضى الشباب وتقطعت بنا الأسباب والوسائل هو الله، هو الله، هو الله الإله الحق وكل ما خلا الله باطل، فاللهم صلي وسلم وبارك على نبينا وسيدنا وقدوتنا وحبيبنا سيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، وارضي اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن أهل بدر والعقبة وسائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فيا أيها الناس إتقوا الله تعالى وإحمدوا ربكم على ما أنعم به عليكم من بعثة هذا النبي الكريم المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم.
الذي أخرجكم الله به من الظلمات إلى النور وهداكم به من الضلالة وبصركم به من العمى وأرشدكم به من الغي فلله الحمد رب العالمين، فلقد بعثه الله تعالى على حين فترة من الرسل على رأس الأربعين من عمره فجاءه الوحي وهو يتعبد في غار حراء وهو الغار الذي في أعلى الجبل المسمى جبل النور شرقي شمال مكة على يمين الداخل إليها فأول ما نزل عليه قوله تعالى ” اقرأ باسم ربك الذي خلق ” ثم ذهبت به السيدة خديجة رضي الله عنها إلى ورقة بن نوفل وكان ورقة قد دخل في دين النصارى وعرف الكتاب فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما حصل له من الوحي فقال ورقة يا ليتني فيها جذعا يا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال النبي صلى الله عليه وسلم “أومخرجي هم” فإستبعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرجه قومه من بلاده.
فقال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم أنزل الله تعالى على رسوله بعد أن فتر الوحي مدة ” يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ” فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر ربه فبشر وأنذر وكان أول من أجابه من غير أهل بيته هو أبو بكر رضي الله عنه وكان صديقا له قبل النبوة فلما دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بادر إلى التصديق به وقال بأبي وأمي أهل الصدق أنت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصار من دعاة الإسلام حينئذ فأسلم على يديه عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم أجمعين.