خاطرة “رفقاً على قلبى”

خاطرة “رفقاً على قلبى”
“عقلى دائماً يرفض وقلبى دائماً يريد”
أى الحزبين اقوى وكان بينهما مرفأ ترسى عليه سفينة فيها عاشقين اثنين ؛ رجلٌ مليئةٌ عروقه بدم الأصالة وشجاعة الصحراء ، فارسٌ عاش يمجد اسم الحب وكان الحب أقوى حروبه ؛ وفتاةٌ تجسد القمر بتفاصيل وجهها ، فتاةٌ إذا بكت عصرت خمراً مالحاً يدعى الدموع ؛ يا قوم إنها فتاتى….احلامى والآمى…؛ثم قام الطوفان واشتد معه الشد والجزر فسحب السفينة إلى وسط البحر بدون ماء ولا طعام فنظر العاشقان إلى بعضهما وكل منهما خائف على الآخر فاخذا يطمئنا بعضهما بكلام الحب وترانيم العشق فقال العاشق لها “لا اريد ماءً ولا مطراً فأنت معى” ثم نظر نظرة ينتابها بريق الشوق والعشق وقال ” على صحراء ايامى تعالى وامطرى عشقاً” فتبسمت وتكاد تبكى لانة سيفارقها ويفرق بينهما الموت جوعاً وعطشاً وقالت “انت الدم الذى يسيل فى عروقى، انت خوفى واطمئنانى، انت روحى وقلبى الذى بين ضلوعى احتضن” ويا عجباه…! قد امطرت السماء ماءً فأروت العاشقين وأصبح هناك امل بسيط بدون طعام حتى يصلوا إلى الشاطئ فوجه الفارس الدفة نحو الشاطئ وجلس بجانب حبيبته النائمة….ينظر إلى عينيها ويتذكر قصتهما التى كتبها بالدم والدموع ؛ فأخذ يتذكر التفاصيل حتى ادقها…لم تخرج من قلبه وعقله، وبدأ يناجى نفسه قائلاً احببت فتاة حتى الجنون….احببت ضحكتها وبكائها…احببت حركتها والسكون…هوايتها ومشيتها..احببتها بكل ما فىّ من شعور متألم وقلبٍ تائهٍ لم يعرف الهداية فهداه الرب بسبب الحب…وكانت هناك فتاة أخرى ثم اقتربت فترك العاشق محبوبته يقدش الجمال فأصبح بين تقديس الجمال وتقديس الروح وكلاهما يجسد الحب..وظل بين حربين “عقل لا يهدأ وقلب لايشفى” فكتب بدموعه ودمه قصته وقصة الفتاتين أو بمعنى أصح العاشقة والفارس الذى قدس الجمال وكتب عنه ولكن لازلت لا أعرف اى الحزبين اقوى واى الحربين ساخوض.. عقلى أن قلبى.. انها أسوأ حرب مررت بها فى حياتى. فعاد العاشق مهرولاً الى حبيبته بعد الخيانة والابتعاد..يبكى بين أحضانها كالطفل الرضيع إنه هكذا العشق….أن تكون ملكاً وسط الناس وفارساً تخوض الحروب وعندما ترى حبيبتك تستسلم لجمال عينيها وعشقها المطلق ولكن هل انتهت القصة هكذا؟! اوتقبل العاشقة اعتذار الفارس ام تتركه وسط مشقات الحياة التى لطالما عانا منها وطالما اشتكى حتى لحظة وصولها هى فغيرت تاريخه الازلى وطريقه عيشه وحياته بأكملها فقال العاشق بقلب ينزف وعينٍ مليئة بالدموع “إن كنت ستتركينى…..اتركينى ببطء حتى لا أشعر برحيلك…لديك كامل الحق وانا اسف ولكن لم يعدنى اليك الا عشقك الذى ظللت حياتى بأكملها اقدسه واعيش على ذكراه فقالت وهى تبكى ناظرةً إليه نظرة اللوك العتاب عن اى أعقاب جئت تبحث…انا الآن وكل ما فىّ أصبح لا يشعر بسببك ؛ قلبى تحطم بسببك..روحى كانت معك…ملكتها وتصرفت فى أمرها وفجأة تذهب وقلبى معك… إذا كيف اعيش..وكيف احكى واتكلم..انا هنا وقلبى معك.. أيها الفارس…قد اذيتنى وظلمتنى وهجرت قلباّ قد قدس حبك وعاش من أجله.. أأنت راضٍ الآن..شكراً لا اريد منك اعتذاراً ولا رجوعاً…فقال العاشق ؛ وتصبح هذه نهاية قصتنا…لا لن تصبح اعدك بالتغيير..اعدك بالحب والعشق المطلق الذى لا ينتهى..اعدك بالتعلق السرمدى والانعزال عن الناس لاجلك…انا آسف عن كل لحظة الم واشتياق مررتى بها، انا اسف يا حبيبتى وشكراً لانك اعدتنى ولكِ كامل الحق بالترك والتخلى…قلبى بين يديكى افعلى فيه ما شئتى..ارويه بالحب أو اهجريه بالرحيل..لكِ كامل الحق فى كل ما ستفعلينه بقلبى…فأنتِ قلبى ودمه الذى يضخ… يا حبيبتى انا اعتذر واقول لك العودة ارجو والحب سأهوى وعشقك سأُدمن وفى عيناكى سأغرق وبقلبك سأسكن… أنا لك وانتى لقلبى..ارحمى اشواقاً قد أحرقت قلبى واذابت اضلاعى..ارحمى عقلاً قد جن بحبك…وارحمى جسداً يفتقر إلى روحك… يا حبيبتي “أنا أحبك” ولن يفرق بيننا سوى الموت… الآن قلبى يتقطع شوقاً…اين انتى!..اين بعدما قلبى عاش بدمك وعقلى أدمنك وروحك هجرت جسدى…انا أدمنتك بحق…أرجو أن تعتدى إلىّ فقالت العاشقة..باسم الحب والذكريات جئت تلومنى وعليك من الأساس اللوم.. أأنت مجنون ام ماذا..؟! جئت تبكى وانت الاقوى بين كل الفرسان…جئت ترجونى وانت لم تركع لملكٍ غير ربك.. وبعيداً عن كل هذا…ماذا عن قلبى الذى هجرت وعينى التى ملأتها بالدموع التى أحرقتها وماذا عن قلبى الذى يضخ الدم منادياً العروق باسم الموت…فلمن سأعيش ولأجل من سأحكى عن الحب ومن سيكتب الشعر فى عيناىّ من بعدك…قد تأخرت يا فارسى.. تأخرت يا حبى..تركتنى للاحلام والآلام بمفردى… لماذا سأعود… أرجوك اعطينى سبباً واحداً حتى اجد مبرراً لذهابك تقدس جمال فتاةٍ غيرى…فقال وهو يتألم ويبكى..لأجل كل ذكرى جميلة عشناها معاً سأعود ولذكرى جلوسنا تحت القمر نتسامر سأعود وذكرى مجلسنا عند النهر الحب يملأ الارجاء سأعود…انا الان عدت نادماً صامتاً متقبلاً ما ستقولينه…فقالت لطالما صدقت عيناك ودموعها وقلبك وشوقه وشعرك الذى تكتب.. سأعود ؛ ثم حضنا بعضهما وكل منهما يبكى على فراق الآخر.. حضنا بعضهما بعد فترة طويلة من الفراق والتعذب فى مشتقات الحياة…ثم فجأة استيقظت حبيبته وقالت لماذا تنظر إلىّ!…فقال اتذكر قصتنا التى لا تنسى…قصتنا التى كتب فيها الشعراء الف بيتٍ وخاطرة…فقالت وماذا تذكرت فقال نظرت إلى عيناكى فذكرتنى بكل شىء..فتبسمت فابتسم وقال ” رفقاً على قلبى”…ثم وصلت السفينة إلى الشاطئ وعاد العاشقين ليكملا قصتهما التى علقت بالاذهان وادمنتها القلوب.
بقلم: عبدالله سيد زيدان