بداية العناد من أكبر المشاكل التي تعترض الحياة المجتمعيه بصفه عامه والحياة الزوجية بصفة خاصة
فيخلق جوا من الجمود والتصلب في الرأي بل يهيئ المناخ لدخول الشيطان وهمزاتة مما ينذر الجميع بالوقوع في الخطأ
والعناد بصفه عامه كما وصفها القرآن الكريم صفة المتجبرين في الأرض حيث قال تعالي (وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد)
وفي موضع آخر (كلا إنه كان لآياتنا عنيدا) ولابد وأن نفرق بين كلمة عنيد فهي قد تكون لوصف شخص شجاع ومثابر يعاند الظروف ويواجه التحديات وبين آخر مبالغ بالمواجهة حد الرفض والعنف والإيذاء
نجاح أي حياة زوجية يتطلب قدرا كبيرا من التفاهم والتسامح والتجاوز عن الهفوات والبعد عن الأنانية وتصيد الأخطاء من الطرف الآخر
والعناد هو موجود لدي الرجل ولكنه أكثر وجودا لدى المرأة حيث تعتبر عنادها هو سلاحها الوحيد الذي يمكن أن تواجه به الظروف وتدافع به عن نفسها أمام ماتعتبره قوة الرجل ولكن قد يكون عنادها مؤشرا علي ضعفها وقد يكون ستارا زائلا تختفي وراءه لتداري ضعفها فتلجأ دائما الي الرفض السلبي لما تراه لايتوائم مع أسلوبها ومشاعرها فيترجمه الطرف الآخر علي أنه عناد وهنا تبدأ المشكلات حيث أنها تواجه صعوبات في الإعتراف بأخطائها فتختار الجدال والمناقشة علي ألا يهتز غرورها أو ثقتها في نفسها
فالعناد مشكلة تربوية وعادة سيئة تبدأ مع نشأة الطفل في التشبث بالرأي وعدم الإنصات وقد يكون سمة أصيلة فيها نتيجة لتربية خاطئة أو أسلوب حياة إكتسبته مما لاقته من عقاب قاس في صغرها بل قد يكون نتيجة مباشرة من تسلط الطرف الآخر لها أو شريك حياتها وعدم محاولة أخذ رأيها وعقيدته الإستهزاء بها
هنا لا أبرأ الرجال ولانتهم جميع النساء فهناك والتاريخ لايكذب نساء خرجت منهن الحكمة والتغلب علي الظروف وانتصارها عليها
ولكن الغالبية منهن عنيدات وإذا تابعنا الواقع العملي في جميع المشكلات الزوجية سواء بالمحاكم أو علي أرض الواقع خصوصا نجد أنها المراة
واخيرا فعناد المرأة وسببه من شأنه هدم بيوت ومجتمعات ويدفع كل طرف إلي طريق شائك لاتشتهيه النفوس
فالمرأة العنيده لاتبني بيتا ولاتسعد أسرة فدائما ستدخل في شد وجذب وتتبع لصوت أنانيتها وتظن نفسها حينما تتشبث برأيها و تقف أمام العاصفة عاجزة وتظن أنها إنتصرت بحماقتها فهي تدمر نفسها قبل الآخر فتعيش حياتها تتجرع مرارتها
فيجب أخيرا علي كل طرف تحكيم العقل والمنطق ولا نقف جميعا أمام العاصفة فالمرأة أو الرجل الذي ينحني قليلا ليس ضعفا منه بل قد تكون حكمة يمنع بها شرا كثيرا
ومن المعلوم أن الحكمة والعناد لايجتمعان فمن الصعب ان تجد حكيما عاقلا ويكون عنيدا
فالعناد يرتبط مع صاحبه بالإنغلاق علي نفسه والخوف من قوة وحجة الطرف المقابل له فهو يخشي الإستماع اليه