مقال

الإستسلام للوحي والتسليم لأوامر الشريعة

جريدة الأضواء المصرية

الإستسلام للوحي والتسليم لأوامر الشريعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 13 نوفمبر 2024
الحمد لله المتوحد بالعظمة والجلال، المتعالي عن الأشباه والأمثال، أحمده سبحانه وأشكره من علينا بواسع الفضل وجزيل النوال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ومصطفاه من خلقه كتب الفلاح لمن اتبعه واحتكم إلى شرعه، ففاز في الحال والمآل صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد، يقول أحد السلف “وقع عند جيران غزوان حريق، فذهب يطفئه، فوقع شرارة على أصبع من أصابعه، فقال ألا أراني قد أوجعتني نار الدنيا، والله لا يراني ضاحكا حتى أعرف أينجيني من نار جهنم أم لا؟” وقد كان جماعة من السلف عاهدوا الله أن لا يضحكوا أبدا، حتى يعلموا أين مصيرهم، إلى الجنة؟ أم إلى النار؟ ويروى في بعض الآثار.

أن صحف نبي الله موسى عليه السلام كانت عبرا كلها، ومما يروى فيها “عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها، وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل” ومن السلف من أحدث له خوفه من النار مرضا، ومنهم من مات من ذلك، وكان الحسن يقول في وصف الخائفين ” قد براهم الخوف، فهم أمثال القداح، ينظر إليهم الناظر فيقول مرضى وما هم مرضى، ويقول قد خولطوا، أي أصابهم شيء في عقلهم وقد خالط القوم من ذكر الآخرة أمر عظيم، وفى سرعة الإستجابة لأوامر الله تعالى ورسوله الكريم صلي الله عليه وسلم تجد أن الرعيل الأول من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام قد ضربوا أروع الأمثلة في الإستسلام للوحي والتسليم لأوامر الشريعة الغراء.

فقد كانوا يتقبلونها بكمال إذعان وانقياد دون إعتراض أو تلكؤ أو نكوص فحين نمعن النظر نجد أن الأمر لم يكن يتوقف مع الصحابة الكرام عند حدود التصديق وفقط، ولكن كان يتبع التصديق انصياع وإستجابة وعمل فوري، فكان تلقي الخبر أو الأمر أو النهي يترجم من فوره مباشرة ودون أدنى تأخر إلى واقع ملموس وفعل محسوس، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر وصاياه في مرضه الذي توفي فيه عن قتادة عن سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت ” كان من آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم حتى جعل نبي الله صلى الله عليه وسلم يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه ” رواه أحمد، وفي حجة الوداع بعد أن حمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال

“استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن بأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرّح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، إن لكم من نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن” رواه ابن ماجة، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال “إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في المسير، وكان حاد يحدو أو سائق فكان نساؤه يتقدمن بين يديه فقال له يا أنجشة ويحك إرفق بالقوارير” رواه أحمد، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

“يقول كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته ” رواه البخاري ومسلم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى