مقال

سبب إنتكاس المفاهيم وتغيير الأوضاع

جريدة الأضواء المصرية

سبب إنتكاس المفاهيم وتغيير الأوضاع
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضاه، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة يوم نلقاه، يوم يبعثر ما في القبور ويحصّل ما في الصدور، وأَشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، تفكروا رحمكم الله في حال المسلمين اليوم والواقع الأليم الذي تعيشه الأمة في هذا الزمن، من توسيد الأمر لغير أهله من العصاة والفسقة والمجرمين والظالمين، والمنافقين العلمانيين والشيعة الرافضة، بل وحتى من الكفرة الفجرة، الذين يستغلون مناصبهم لإستغلال المسلمين والذين لا يأبهون بأكل الرشوة بالباطل وتأخير معاملات المسلمين، والذين لا يتورعون عن الظلم والعدوان.

ومع ذلك تجدهم قد تسنموا قمم المراتب، وأعالي المناصب وأهل الخير والصلاح، أهل القرآن والسنة، أهل الله وخاصته، لا يقام لهم وزن ولا يُقدر لهم قدر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لقد انقلبت الأمور، وإنتكست المفاهيم وتغيرت الأوضاع ونكست الطباع، فأين العزة والفلاح وأين الرفعة والصلاح التي ينشدها المسلمون في كل مكان مع هذا التفريط في الأمانة، فإنه على الموظف والمرءوس وعلى العامل والخادم، أن يؤدي كل منهم العمل المناط به على أكمل وجه وأحسنه، فذلك من الأمانة ولا بد أن يستنفد جل وقته وكل جهده في إكمال عمله وتحسينه، أما من فرط في أداء عمله المنوط به، كمن يسرق من مال عمله في أي مكان، أو يبيع سلعة رخيصة بثمن باهض، ويأخذ الباقي دون علم صاحب العمل، أو من يقوم بإستخدام آلات العمل وأجهزته ومعداته من أجل مصالحه الشخصية.

أو من يأخذ شيئا من عمله لبيته أو لغيره دون إذن مسبق، أو يؤخر معاملات المسلمين من أجل حفنة قذرة من أوساخ الدنيا، فتلك الأعمال وغيرها من السرقة والغلول والعياذ بالله، وقال تعالى ” ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ” وإن من الغش الواقع اليوم وهو أعظم الغش وأضره على الإنسان والمجتمعات والبيوتات، هو التفريط في أمانة الأسرة، من زوجة وأولاد، فهذه هي الخيانة التي حذر منها الشرع، وهذا هو الغش المحرم الذي أشار إليه الدين الحنيف ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ” متفق عليه، فكم هم الأولياء الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم وهم يعلمون وذلك بإدخال وسائل الفساد إلى بيوتهم.

من أطباق فضائية وإنترنت، ومجلات خليعة ماجنة فاضحة، ألا وإن موضوع الفضائيات والإنترنت لهو موضوع جدير بأن يوضع نُصب الأعين ويكون أطروحة العلماء ومناقشة الدعاة والأولياء، لما تسببه من تفش للجريمة ووقوع في الرذيلة والأحداث والوقائع شاهدة على تحريم الفضائيات والإنترنت، فكم من أسرة مزق عفافها، وذهب حياؤها وكم من بيت تفككت روابط المودة بين أهله وكم هم صرعى الإنترنت الذين نشاهدهم اليوم وكم هي المآسي والآلام، والأحزان والأسقام، التي تحيط بمجتمعات المسلمين من جراء تلك الفضائيات والإنترنت، فهي وسائل هدامة، لا خير فيها ولا جدوى منها، لقد خطط الأعداء كثيرا، ودرسوا مليا، من أجل إيقاع المسلمين في قاع الخنا وفاحشة الزنا.

وياعجبا لأمر المسلمين اليوم، عرفوا الباطل فاتبعوه وأدركوا الخطر فاقتحموه، إنهم كالجنادب تتهافت على النار، فسبحان الله العظيم الحليم، هل من عودة صادقة للدين وهل من تمسك بالكتابين، فالويل للأولياء من رب الأرض والسماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء يعرف به، فيقال هذه غدرة فلان ” رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى