عرض نفسه على قبائل العرب بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الأربعاء الموافق 30 أكتوبر 2024 الحمد لله أحمده الحمد كله، وأشكره الشكر كله، اللهم لك الحمد خيرا مما نقول، وفوق ما نقول، ومثلما نقول، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت، أشهد أن لا إله إلا الله شهادة أدخرها ليوم العرض على الله، شهادة مبرأة من الشكوك والشرك، شهادة من أنار بالتوحيد قلبه، وأرضى بالشهادة ربه، وشرح بها لبه.وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله وسلم على كاشف الغمة، وهادي الأمة، ما تألقت عين لنظر، وما اتصلت أذن بخبر، وما هتف حمام على شجر، وعلى آله بدور الدجى، وليوث الردى، وغيوث الندى، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن حياة النبي صلى الله عليه وسلم نبي هذه الأمة تزخر بالقدوة والمثل الأعلى.
وهذا الذي فتأت أمم الكفر تبحث عنه، أما أمته صلى الله عليه وسلم فحياته أمامهم كصفحات الفخر الناصح يستقون من سيرته، فتملأ نفوسهم إيمانا بالله عز وجل وبهذا النبي صلى الله عليه وسلم العظيم، وإن الحديث عن سيرة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى وقفات كثيرة فإن حياته صلى الله عليه وسلم كلها تبين لنا عزيمته وعلو همته في شتى المجالات، في الدعوة والجهاد، والعبادة، وغير ذلك من سيرته العطرة عز وجل، فهو صلى الله عليه وسلم قدوة للناس كافة على إختلاف أجناسهم وألوانهم، ولقد إتصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إتصالا شخصيا بقومه، وعرض نفسه على قبائل العرب، ورحل من أجل تبليغ الدعوة.
وسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم كل طريق لتبليغ الدعوة على الوجه الأكمل، حيث قال تعالى ” قل هذه سبيلي ادعوا الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني ” أي قل يا محمد هذه طريقتي وسنتي، ومنهجي ودعوتي أنا ومن سار معي على نفس الدرب لأنها السبيل المؤدي إلى مرضاة الله والجنة، لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالقيام والنهوض بإنذار الناس قيام عزم وتصميم على تحقيق المقصود، فقال تعالى ” يا أيها المدثر، قم فأنذر ” ثم أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يصدع بالدعوة إلى الله، قال تعالى ” فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ” فجهر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة، وصرح بها هو وأصحابه.
ولما نزل قوله تعالى ” وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جنابك لمن اتبعك من المؤمنين، فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون ” فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن قام بإنذار قومه ودعوتهم إلى الله تعالى بهمة عالية وعزم صادق، وإستجاب الرسول صلى الله عليه وسلم لأمر ربه وقام بتنفيذه، فهذه هي الهمة العالية التي تقود الإنسان للمعالي، فالرسول صلى الله عليه وسلم صدع بأمر الله تعالى لا تأخذه في الله لومة لائم، فدعا إلى الله الصغير والكبير، والحر والعبد، والذكر والأنثى، والأحمر والأسود، والجن والأنس.