كتب يحي الداخلى ماذا تعرف عن *أمهـات المــؤمنيــن
أمــــهـــات الـــمـــؤمـــنـــيــــن💫
💍 خديــجة بنت خويلد رضي الله عنها
140 – إن خديجة من نعم الله الجليلة على محمّد ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقد آزرته في أحرج الأوقات ، وأعانته على إبلاغ رسالته ، وشاركته مغارم الجهد المر ، وواسته بنفسها ومالها ،
141 – وإنّك لتحس قدر هذه النعمة عندما تعلم أنّ من زوجات الأنبياء من خُنَّ الرسالة وكفرن برجالهنّ وكُنّ مع المشركين من قومهنّ وآلهنّ حرباً على الله ورسوله ﷺ ﴿ ضَرَبَ الله مَثَلاً للذِينَ كَفَرُوا امرأتَ نُوحٍ وامرأتَ لُوط كَانَتَا تَحتَ عَبدين مِن عِبادِنا صَالِحَينَ فخانَتَاهُمَا فَلَم يُغْنِيَا عنهُمَا مِنَ اللهِ شَيئاً وقِيل ادخلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلين ﴾ .
142 – أمّا خديجة فهي صدّيقةُ النساء ، حَنَت على رجُلها ساعة قلق ، وكانت نسمة سلام وبر ، رطبت جبينه المتصبب من آثار الوحي ، وبقيت ربع قرنٍ معه ، تحترم قبل الرسالة تأمله وعزلته وشمائله ، وتحمل بعد الرسالة كيد الخصوم وآلام الحصار ومتاعب الدعوة
143 – وماتت والرسول ﷺ في الخمسين من عمره ، وهي تجاوزت الخامسة والستين وقد أخلص لذكراها طول حياته .
144 – وحزن النبي ﷺ لموتها حزنًا شديداً ، فلقد كانت نِعم الزوجة المُخلصة الصابرة التي آزرته طوال حياته وبذلت من أجل نُصرة هذا الدين كل غالٍ ونفيس ، فلم يستطع النبي ﷺ أن ينساها أبداً
145 – وكان يحمل لها وفاءً يعجز القلم عن وصفه.. فها هو الحبيب ﷺ يثني عليها ويقول : ” كَمُلَ من الرّجَالِ كثير ولم يَكْمُل من النِّساء إلا آسية امرأت فرعون ومريم بنت عمران وخديجة بنت خُويلد ، وإنّ فضل عائشة على النساء كفضل الثَّريدِ على سائِرِ الطعام ” .
146 – وقد علق أحد العلماء الأفاضل على هذا الحديث تعليقاً لطيفاً فقال : من الموافقات اللطيفة التي جمعت الثلاث في نسقٍ واحد أنّ كل واحدة منهنّ كفلت نبياً مُرسلاً ، وأحسنت صحبته وآمنت به ، فآسيا ربـَّت موسى وأحسنت إليه وصدقت به حين بُعث ، ومريم كفلت عيسى وربَّته وصَدَّقَت به حين أُرسِل ، وخديجة رغبت في النبي ﷺ وواسته بنفسها ومالها وأحسنت صحبته وكانت أول من صَدَّقه حين نزل عليه الوحي .