الإعتذار أسلوب حياة كريم وهو فن إنساني للاسف لايتقنه الغالبية العظمى من البشر
فهو لايتطلب سنوات عمر محددة ولا ثقافة معينة ولا علم بذاته ولكنه يتطلب أدب وتواضع ومقدرة علي كبح النفس الأمارة بالسوء
ولكن للأسف نجد البعض منا لايمكن أن يعتذر لمن هم دونه ولكنه لمن هم فوقه لايتردد بل يجعل نفسه رخيصا وقد يكون الإعتذار وللاسف بدون كرامة لجهة ما نافذة أمرها فيخشي ردة فعلها
والكثيرون يعتبر الإعتذار ضعفا لايجب إظهاره فهو يعتبره دليلا علي إنكساره وهزيمته التي لا تليق بكرامته
ثقافة الإعتذار هي إسلوب يحتاجه مجتمعاتنا بل ينبغي تأسيسها في نفوس أطفالنا فتنعكس بالإيجاب علي أسلوب علاقاتهم الاجتماعية
والإعتذار ليس كلمة تقال في موقف محدد سواء لتبرير خطأ أو للخروج من ورطه ورط نفسه فيها ولكن تعني الإقتناع التام بأننا قد أخطأنا ونحاول إصلاح ذلك فهي مفهوم كبير يتطلب النصح والصفح والإحترام للآخرين ووعي بأهمية العلاقات الإنسانية وهو ليس بجديد علينا
فالإعتذار ادب ديني وخلق إجتماعي وفعلها الانبياء من قبل بداية من آدم عليه السلام (فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه أنه هو التواب الرحيم)
وكذلك سيدنا موسى عليه السلام وجميع الأنبياء والمرسلين ولنا في رسول الله قدوة حسنة عندما عاتبه ربه بما فعل بابن ام مكتوم فقال له مرحبا بمن عاتبني فيه ربي
وقال أيضا كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
ومن ثمار ذلك أيضا أنه يجنب الناس الهلاك بسوء ظنهم ويصفي القلوب ولابد من أن يقابل الاعتذار الصفح من الطرف الآخر
فعلي كلا منا بناء هذه الثقافة داخل الأسرة وداخل محيط العمل وداخل المجتمع حتى يشبع الحب والسلام وتعود العلاقات الطيبة بين الناس فلايحمل أحدنا للآخر غلا ولاحقدا ولنجعل ذلك سلوك ونمط حياة