المرأة تتربى على الدلال والحب والزينة بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الأحد الموافق 20 أكتوبر 2024 الحمد لله كما أمر وأشكره على نعمه وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما إنبلج فجر وإنفجر وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن من يتأمل مواقف النبي الكريم صلي الله عليه وسلم مع زوجاته يجد الرفق، واللطف، والحب في كل المواقف، فقد حمى السيدة عائشة من أبيها لما همّ بتأديبها دفاعا عنها، وقد عبر عن حبه لها أمام أصحابه، وقال إنها أحب الناس إليه، وكان يبتسم لزوجاته ويضحك معهن ويستمع لحديثهن إذا تحدثن، ويشاركهن الحوار.
كحديث قصة أم زرع، ويضع ركبته لصفية حتى تصعد على الإبل، ومسح دموعها بيده لما بكت أمامه، ويصل صديقات خديجة بعد وفاتها، وقصص كثيرة تؤكد ما ذكرناه من سبع كلمات تحب المرأة سماعها، فالمرأة تمثل نصف المجتمع، وقد أنجبت النصف الثاني فهي إذن تمثل المجتمع كله، أفلا تستحق منا أن نحسن معاملتها؟ وأن تتحدث عن جمالها وبالذات جمال شكلها، وهذا هو الجمال الجسدي، فالمرأة تعتني بجسدها كثيرا وتنظر إليه دائما، ويهمها ما يقوله الناس عنها، ويمكنك مدح شكلها وجسدها أو لباسها وعطرها فهذا الكلام يطرب أذنها، وثالثا وهو أن تعبّر لها عن أهمية علاقتكما، وتؤكد لها “أنك فخور بها”
وتبيّن ما قدمته لك من خدمات أو مساعدات، وأنك سعيد بتضحياتها، سواء وقفت بقرب والدتك أو دعمتك ماليا، أو سهرت على أولادك، أو غيرها من التضحيات، ورابعا وهو أن تتحدث معها عن أهمية وجودها بحياتك، وأن تخبرها بأنها “خير صديقة لك” ونذكر قصة عن أحد الأشخاص إذا رأى أحد أصدقائه مع زوجته، فتحدث معي عن زوجته والمواقف البطولية التي وقفتها معه خلال العشرين سنة الماضية، وقال بصراحة “لولاها لضعت في هذه الدنيا” وكانت هي تسمع كلامه وهي سعيدة، وأن تتحدث عن بعض المبادرات التي تفعلها، فتقول لها أنتي طريقتك جميلة، أو طبختك لذيذة، أو مقترحك مهم وأنا لم أفكر به.
وتتحدث عن العلاقة الحميمية التي بينكما، وتمدح أنوثتها فإن ذلك يشبع غرورها ويسعدها، وسادسا وهو أن تشعرها بأنك تدافع عنها وإن كانت هي تستطيع أن تحمي نفسها، ولكنها تحب أن تكون محمية، فتقف موقف المدافع عنها أمام أهلك، أو أهلها، أو أصحابك، فإن هذه اللحظات لا تنساها طول عمرها، لأنها تشعرها بالأمن والأمان عند سماعها، وسابعا وهو أن تكون لطيفا معها، وقريبا من مشاعرها، وعندما تتحدث معك تستمع لها من غير مقاطعة، لأنها في كثير من الأحيان تريد منك مشاركة عاطفية لا حلولا جذرية، وإن كل ذلك يحتاج منا إلى منهج تربوي نربي أبناءنا عليه، حتى لا يخرج لدينا جيل يستمتع بتعذيب المرأة وإهانتها ويحب تحقيرها والإستهزاء بها،
بل الأصل أن المرأة تتربى على الدلال والحب والزينة، وقد قال تعالى ” أو من ينشأ في الحلية ” والمراد في ذلك النساء فهي تنشأ في الزينة فلها تربية خاصة تختلف عن تربية الرجال، ولهذا أكبر خطأ يرتكبه الرجل عندما يعامل المرأة كرجل فهذه لغة لا تعرفها المرأة ولا تفهمها بل وتتضايق منها.