أوكد الودائع كتم الأسرار بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الخميس الموافق 10 أكتوبر 2024 إن الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه وتعالى على إمتنانه، ونشهد بأنه لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأن محمدا عبده ورسوله داع لرضوانه، وصلّ اللهم عليه وعلى آله وخلانه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد، روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك” رواه أبو داد والترمذي، ومعني أدي الأمانة، أي رد الوديعة، قال في القاموس أداه تأدية، أوصله وقضاه، والاسم الأداء، ومعني إلى من ائتمنك أي إلى صاحبها الذي جعلك أمينا عليها متى طلبها، ومعني ولا تخن من خانك أي ولا تغدر بمن غدر بك، ولا تجازي بالإساءة من أساء إليك، فإن الامانة هي كل ما افترض على العباد فهو أمانة، كصلاة وزكاة وصيام وأداء دين، وأوكدها الودائع.
وأوكد الودائع كتم الأسرار، وقال ابن تيمية في السياسة الشرعية، قال العلماء نزلت في ولاة الأمور عليهم أن يؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكموا بين الناس أن يحكموا بالعدل وإذا كانت الآية قد أوجبت أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل، فهذان جماع السياسة العادلة والولاية الصالحة، ولقد عظم الله تعالى شأن الأمانة، التي ائتمن الله عليها المكلفين، التي هي إمتثال الأوامر، وإجتناب المحارم، في حال السر والخفية، كحال العلانية، وأنه تعالى عرضها على المخلوقات العظيمة، السماوات والأرض والجبال، عرض تخيير لا تحتيم، وأنك إن قمت بها وأديتها على وجهها، فلك الثواب، وإن لم تقومي بها، ولم تؤديها فعليك العقاب، فيقول تعالي ” فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ” أي خوفا أن لا يقمن بما حملهن.
لا عصيانا لربهن، ولا زهدا في ثوابه، وعرضها الله على الإنسان، على ذلك الشرط المذكور، فقبلها، وحملها مع ظلمه وجهله، وحمل هذا الحمل الثقيل” وإن من الأخطاء التي يرتكبها بعض المربين في تربيتهم لأولادهم هو عدم إحترام أصدقائه، وإذا كلموا في الهاتف قال لهم إن فلانا غير موجود، مع أن الابن يسمع هذا، إن كانوا أصدقاء سوء فنعم، وتخبر الولد بسبب تصرفك هذا، وتقنعه بهذا الأسلوب وبالنسبة للبنت تعلم وتقنع بأن إطالة الكلام في الهاتف مع صديقاتها غير جيد، وتحذر من هذا بأسلوب حكيم، كأن يقول يا ابنتي، عندما تطيلين المكالمة ربما يكلمنا أحد فيجد الخط مشغولا، ظن أن هناك من يغازل بهذا البيت، فيؤذينا بالاتصال وهكذا، وكما أن من الأخطاء التي يرتكبها بعض المربين في تربيتهم لأولادهم.
هو إستخدام الضرب مع أول زلة أو خطأ دون توجيه وإرشاد، وكذلك توحيد الضرب في أي خطأ، والمفترض أن يكون لكل خطأ ما يناسبه من الضرب، وإستمرار هجره بعد أن صلحت حاله أو قدم إعتذاره، وكذلك ترك إيقاظه للصلاة وإهماله بحجة هجره، وأيضا المفاضلة بين الأولاد، وذلك بالمقارنة السيئة بينهم، كأن يصف أحدهم بالذكاء والآخر بالغباء، أو يهتم بأحدهم ويهمل الآخرين، فهذا مثلا يعطى ويداعب ويقبّل ويحمل والآخر لا، أو بالإعفاء عن هفوة الولد المحبوب ومعاقبة الآخر، وأيضا الكذب على الطفل بحجة إسكاته من البكاء، أو لترغيبه في أمر ما، كأن يقول له اسكت وأذهب بك إلى المكان الفلاني، وأشتري لك الشيء الفلاني، ولا يفي بذلك فيعود الطفل على الكذب وإخلاف الوعد.