مقال

المعلم محركا لمواهب وقدرات التلاميذ

جريدة الأضواء المصرية

المعلم محركا لمواهب وقدرات التلاميذ
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 2 أكتوبر 2024
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأشهد أن لا إله إلا الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، لا تحصى نعمه عدا ولا نطيق لها شكرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على النهج اقتفى وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد إنه ينبغي علينا جميعا الإعتناء بتفسير القرآن الكريم، وقال ابن عثيمين رحمه الله أن هنا مسألة وهي أني أريد أن أنبه طالب العلم أنه يجب عليه أن يعتني بالتفسير فكثير من طلاب العلم يعتني بالعقيدة وهذا طيب، وكثير منهم يعتني بالفقه وهذا طيب وكثير منهم يعتني بالحديث وهذا طيب أيضا ولكن فيما أرى والعلم عند الله، أنه قليل من يعتني بالتفسير وهذا من العجائب فالقرآن الكريم مملوء من كل خير، وأحيانا تحاول أن تطلع على كلام الفقهاء في حكم مسألة من المسائل.

وتحاول فلا تجدها وإذا هي موجودة في القرآن الكريم والله عز وجل يقول “ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء” ولهذا القرآن فيه كنوز عظيمة حتى إن الإنسان يقف أحيانا يتأمل ما وجه إرتباط هذا بهذا أو ما وجه كون هذه الكلمة مرفوعة أو منصوبة أو ما أشبه ذلك، فعليك بالتفسير، لكن لو قرأ طالب العلم في التفسير دون أن يسبق له شيء من علوم الآلة كعلوم اللغة بفروعها قد لا يدرك شيئا، وكما يجب أن يكون المعلم محركا لمواهب وقدرات التلاميذ محببا إياهم في الحضور والإنتظام والإجتهاد والمثابرة داخل المدرسة والمتوسطة والثانوية، وعليه كذلك أن يأخذ تعليمات مديره ورؤسائه المشروعة والقانونية في المؤسسة وفي مديرية التربية وفي الوزارة على محمل الجد وأن يكون مثالا يحتذى في كل ما يتعلق بالعلم وآدابه وأمانته.

ويمكن للمعلم أن يضيف للتلميذ في نهاية كل فصل دراسي ثلاثي نقطة أو نقطتين أو أقل إلى نقطة الفرض كمكافأة للتلميذ على سلوكه الطيب في القسم وفي المؤسسة,بشرط مراعاة الموضوعية والحياد وتجنب التمييز لإعتبارات لا شرعية ولا قانونية، وعلى الضد من ذلك، وأن الأفضل للمعلم أن لا ينقص للتلميذ ولو نصف نقطة بسبب أنه سيئ السلوك، وعلى المعلم أن يقوي صلته بأولياء تلاميذه سواء من خلال الإتصال بهم داخل المؤسسة أو خارجها بطريقة أو بأخرى ليعرّف الوليّ بإبنه أكثر وليتعرف على التلميذ أكثر من خلال ما يسمعه من الولي وذلك حتى يكون مردود العملية التعليمية والتربوية أكبر وأكمل بإذن الله تعالي، وعلى المعلم أن يعوّد تلاميذه على الحوار ثم الحوار فيما بينه وبينهم سواء تعلق الأمر بمادة التدريس أو بسلوك الأستاذ أو بسلوكات التلاميذ.

ويمكن للمعلم أن يطلب من التلاميذ أن يكتبوا له في بداية السنة نصائح تتعلق بما يحبه التلميذ خاصة في الثانوية في الأستاذ من حيث السلوك أو من حيث طريقة التدريس، وليس صحيحا ما يقال من أن التلميذ لا يعرف شيئا، إذن لا يجوز أن نستشيره أو أن نطلب منه النصيحة، وصحيح أن التلميذ لا يعرف الكثير لكنه يعرف بالتأكيد أشياء يمكن للأستاذ أن يستفيد منها، وليس شرطا بطبيعة الحال أن يأخذ المعلم من التلميذ كل ما يقوله بل يأخذ منه ما يراه مناسبا ويرد غير ذلك، وعلى المعلم أن يوصي الوالدين، أو أي ولي أمر للتلميذ متى أتيحت له الفرصة، ويوصي بتعليم الولد أو البنت كيفية تنظيم الأوقات للقيام بالواجبات المدرسية على إعتبار أن ذلك سر من أسرار النجاح، وكيف يصبر الولد ويثابر ويبذل كل طاقة لديه للانتقال دوما إلى الأحسن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى