مقال

مختصر إستراتيجية أمريكا في المنطقة

جريدة الأضواء المصرية

مختصر إستراتيجية أمريكا في المنطقة

كتبه إياد العطية

ما زلنا نعتقد يقينًا أن أمريكا جاءت إلى المنطقة ولها أهداف إستراتيجية بعيدة المدى، تنطوي تحتها العديد من الأهداف الثانوية والمرحلية، وتعينها على تحقيق هذه الإستراتيجية بعض دول المنطقة التي نستجدي منها حلولًا ومواقف للوقوف بوجه أمريكا!

ومن أهم إستراتيجيات أمريكا في المنطقة هو تقسيم دول “سايكس بيكو” التي رسم حدودها النظام الدولي بعد سقوط آخر حصون الدولة الإسلامية “الخلافة العثمانية”، إلى دويلات ضعيفة، ومن ثم إلى دويلات طوائف أكثر ضعفًا. تقسيم طائفي وعرقي يضمن أن تبقى الأمة تحت السيطرة والوصاية الأمريكية: سنة، شيعة، كرد، عرب، وأقليات.

ومن إستراتيجيات أمريكا أيضًا منع قيام أي مشروع سني ذو توجه إسلامي لا تستطيع السيطرة عليه وتوجيهه، والتحكم بقياداته. هذا الخط الأحمر لا يمكن تجاوزه، حيث ترى أمريكا أن انفلات هذا المشروع يشكل مقدمة لسقوط نفوذها وزوال سلطتها. ولهذا الغرض، تم سن قانون الإرهاب، الذي يُتيح لأمريكا التدخل العسكري في أي بقعة على وجه الأرض لمواجهة هذا التوجه.

كما تشمل إستراتيجياتها الإبقاء على تحالفها مع إيران، التي تعتبرها “شرطي المنطقة”، رغم أن مشروعها الفارسي لا يتقاطع كثيرًا مع المشروع الأمريكي. هذا التحالف يُعد ضرورة لضمان استمرار سيطرة أمريكا في المنطقة، خاصة وأن كلا المشروعين يواجه خطرًا مشتركًا يتمثل في عودة نهضة الأمة الإسلامية.

ومن أبرز إستراتيجيات أمريكا في المنطقة هو تمكين المشروع الصهيوني وتثبيت وجوده قانونيًا على أرض فلسطين. كما تسعى إلى خلق تيار عربي قوي مؤيد لحق إسرائيل في أرض فلسطين من خلال الإيعاز لحكومات المنطقة بالتطبيع مع إسرائيل، وصولًا إلى حالة اجتماعية يُتوقع أن تكون مقبولة بعد جيل أو جيلين.

وبناءً على آلية تقسيم المنطقة إلى دويلات طوائف، يُصبح قيام دولة إسرائيل في المنطقة واجبًا أخلاقيًا وقانونيًا، وحقًا مشروعًا، في ظل وجود كل طائفة أو قومية بدولتها الخاصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى