مقال

حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر

حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل للهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لأبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه هدوه، الحمد لله الواحد القهار الحمد لله العزيز الغفار مكور الليل على النهار، أيقظ من خلقه من اصطفاه، فأدخله في جملة الأخيار، ووفق من اجتباه من عبيده، فجعلهم من المقربين الأبرار، وبصر من أحبه فزهدهم في هذه الدار، أحمده سبحانه وتعالى أبلغ الحمد وأجزله، واسأله المزيد من كرمه وفضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو ربنا الحي القيوم الذي لا يموت، هو الإله الكبير العظيم الواحد الأحد الصمد العزيز الحكيم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله، هو سيدنا وقدوتنا وقائد مسيرتنا.

 

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، ثم أما بعد، إن من فوائد الذكر هو الفوز برضا الله عز وجل، ورفعة المنزلة في الآخرة، وقد ورد عن بعض الصحابة كعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وغيره قالوا كان نبي الله إدريس عليه السلام خياطا، يخيط الأقمشة، قالوا ما غرس الإبرة في مكان يعني ما بين الثقبين، إلا قال سبحان الله، فقال له الله في ليلة من الليالي عند المساء يا إدريس، لأرفعنك مكانا عليا، فبكى وسجد، قال ولما يا رب، وقد رفعتني في الدنيا رفعة ما بعدها رفعة نبي من الأنبياء، ورسول من الرسل، قال لقد نظرت إلى صحائف الناس كل ليلة فوجدتك دائما أكثر الناس تسبيحا وإستغفارا.

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتي أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك” رواه البخاري ومسلم، وإن من فوائد ذكر الله تعالي هو إعتباره عند الله تعالى من الذاكرين فقد صح عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال” من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات” رواه أبي داود.

 

وأيضا نقاء القلب، حيث قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه “لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل” وأيضا كسب الأجر والثواب الجزيل، ورضاء المولى عز وجل، ومحبة الله عز وجل للعبد، ومحبة العبد لخالقه سبحانه وتعالى، ومغفرة الذنوب والسيئات، وسعادة النفس وتذوق حلاوة الذكر ولذته، وحياة للقلب وطمأنينة، وإنشراح الصدر، والثبات عند مواجهة الأعداء، فها هو الفائز بالدنيا وبنعيم الاخره من يجعل دنياه كلها سعيا لكل طاعة وعمل صالح كي يفوز بجنة نعيم ويبتغي بكل عمل وجه الله فجددوا نيتكم بينكم وبين ربكم وإسعوا الى ذكره ورضاه فهو الباقي عندما الكل يفنى وهو القريب والحبيب عندما الكل يتخلى وهو جل جلاله من يستحق الحب والسعى لرضاه لا غيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى