الغش وأضراره على الإنسان بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الأحد الموافق 1 سبتمبر 2024 الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد قال نابليون بونابرت مثل الذي خان وطنه وباع بلاده، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه، ولا اللص يكافئه، ويقول المثل الفرنسي الخيانة تُغفر ولا تُنسى، ويقول المفكر الإسلامي عبدالكريم بكار إن إنشغال الناس بالجزئيات والأمة تجتث من جذورها، من أعظم الخيانة لها وللمنهج الرباني الذي كلفنا بحمله.
ويقول المثل الروماني كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة، وقال الفيلسوف الفرنسي دنيس ديدرو الراعي الذي يفتخر بالذئب لا يحب الخراف، ويقول المثل الأيرلندي من الأفضل أن يكون أمامك أسد مفترس، على أن يكون وراءك كلب خائن، وإن من الغش الواقع اليوم وهو أعظم الغش وأضره على الإنسان والمجتمعات والبيوتات هو التفريط في أمانة الأسرة، من زوجة وأولاد، فهذه هي الخيانة التي حذر منها الشرع وهذا هو الغش المحرم الذي أشار إليه الدين الحنيف ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ” ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ” متفق عليه، فكم هم الأولياء الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم وهم يعلمون وذلك بإدخال وسائل الفساد إلى بيوتهم.
من أطباق فضائية وإنترنت ومجلات خليعة ماجنة فاضحة ألا وإن موضوع الفضائيات والإنترنت لهو موضوع جدير بأن يوضع نصب الأعين ويكون أطروحة العلماء ومناقشة الدعاة والأولياء، لما تسببه من تفش للجريمة ووقوع في الرذيلة والأحداث والوقائع شاهدة على تحريم الفضائيات والإنترنت، فكم من أسرة مزق عفافها وذهب حياؤها وكم من بيت تفككت روابط المودة بين أهله وكم هم صرعى الإنترنت الذين نشاهدهم اليوم وكم هي المآسي والآلام والأحزان والأسقام، التي تحيط بمجتمعات المسلمين من جراء تلك الفضائيات والإنترنت، فهي وسائل هدامة لا خير فيها ولا جدوى منها لقد خطط الأعداء كثيرا، ودرسوا مليا، من أجل إيقاع المسلمين في قاع الخنا وفاحشة الزنا وياعجبا لأمر المسلمين اليوم عرفوا الباطل فاتبعوه.
وأدركوا الخطر فاقتحموه إنهم كالجنادب تتهافت على النار، فسبحان الله العظيم الحليم هل من عودة صادقة للدين وهل من تمسك بالكتابين فالويل للأولياء من رب الأرض والسماء، قال صلى الله عليه وسلم ” إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء يعرف به، فيقال هذه غدرة فلان ” رواه البخاري، فيا أمة الإسلام إن شباب الأرصفة والمخدرات وأطفال التسكع والسهرات والبنات الخراجات والولاجات والنساء اللاتي يسرحن ويمرحن في الشوارع والأسواق، أليس لأولئك الناس رجالا وآباء يقومون على مصالحهم ويخطمون زمام أمورهم، أم أنهم خلقوا بلا راع ولا مسؤول، فاتقوا الله أيها الآباء في أمانة الأبناء والبنات والزوجات فأنتم عنهم مسؤولون وبشأنهم يوم القيامة موقوفون فقال تعالى ” وقفوهم إنهم مسؤولون “
فاحذر أيها الأب العاقل أن تتفاجا يوم القيامة بأن أهلك خصماؤك، ألم تسمع قول الله تعالى ” يا أيها الذين أمنوا إن من أزواجكم وألادكم عدوا لكم فاحذروهم ” فسيقفون خصما وندا لك يوم القيامة، إذا وقفت بين يدي الجبار سبحانه، يقولون لم يأمرنا ولم ينهنا ولم يمنعناـ فماذا عساك تقول في لحن القول وبماذا سترد في يوم تنكشف فيه الأستار والسرائر.