مقال

التأكيد لمدلولات ثوابت الدين في مواجهة الحرية الفكرية

جريدة الأضواء المصرية

حماد مسلم يكتب عن
التأكيد لمدلولات ثوابت الدين في مواجهة الحرية الفكرية
………..
الذين ينادون بحرية الرأي تحت شعارات حرية الفكر ..للاسف اننا ننساق وراء من يدعون انهم اصحاب راي تنويري من يغفلون ان للدين ثوابت إن المجتمعات والأمم في أي زمان ومكان ترتبط بثوابتها وتراثها وثقافتها ارتباطاً وثيقاً، وتتخذ منه منهجاً وطريقاً لحاضرها ومستقبلها، وتتميز الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم بمتانة ثوابتها ورسوخ منهجها؛ لكونه مستمداً من الوحيين؛ القرآن الكريم والسنة المطهرة.
وللأسف فإن بعض أبناء الإسلام – سواء بقصد أو بغير قصد – يشكك في مدلولات بعض الآيات القرآنية، أو بعض الأحاديث الشريفة مما اتفقت عليه الأمة بالقبول والرضا سلفاً وخلفاً، حتى أضحى من قواعد الدين الراسخة، ومن ثوابته العظيمة التي لا تتبدل ولا تتغير، ويزعمون أن ذلك من جهة التطوير والتجديد والوسطية والمرونة، ومن باب الحرية الفكرية، والتعبير عن الرأي.
والمشكلة الأكبر أن هؤلاء الذين يتطاولون على الثوابت الشرعية لا توجد لديهم المؤهلات الشرعية المطلوبة التي يستطيعون من خلالها معرفة مدلولات القرآن الكريم، أو معرفة الأحاديث الشريفة الصحيحة من الضعيفة والموضوعة، وما هي المدلولات المناسبة مع الشواهد الأخرى المؤيدة أو المعارضة لها؟
ومن أهم الموضوعات التي يتم طرحها بين الفينة والأخرى: الجهاد، والولاء والبراء، والحجاب، والميراث، والعقوبات الشرعية: كرجم الزاني، وقطع يد السارق، وقتل المرتد، المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء، وشرب الخمر، والأهم من ذلك التشكيك في وجود الله تعالى، والتشكيك في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، والتشكيك في الكتب الصحيحة المعتمدة.
ولا شك أن هذا التطاول له سلبياته الكبيرة في المجتمع، ويؤدي إلى تشتيت أفراده وتحزبهم، وتشكيكهم في كثير من الأمور الشرعية التي صدرت وتصدر من بعض علماء الإسلام، وهذا يجعل الناشئة والشباب في حيرة من أمرهم، وربما أدى بهم إلى العزوف عن الدين والالتزام به، فيتجهون شرقاً أو غرباً إلى ثقافات غربية ملحدة، أو ثقافات وضعية تنشر الرذيلة وتمسخ الأخلاق
ولعلي أشير إلى أهم النتائج السلبية المتوقعة من التشكيك في الثوابت والتطاول على العلماء، ما يلي:
1- إضعاف تماسك المجتمع المسلم.
2- زعزعة الثقة في علماء الإسلام.
3- التشكيك في أقوال أئمة السلف، والتي أضحت من المسلمات الشرعية.
4- مساعدة أعداء الإسلام في إضعاف عزائم الشباب المسلم.
5- اهتزاز الرؤية الصحيحة للثوابت الشرعية.
6- إشاعة الفوضى، والتجرؤ على العلماء وطلاب العلم.
إن هذا الموضوع على درجة كبيرة من الأهمية، فينبغي على الجهات المعنية بتربية الناشئة والشباب، وكافة الوسائل الدعوية والتربوية المؤثرة أن يضعوا هذا الموضوع نصب أعينهم، وأن يتم عمل البرامج التوعوية المناسبة له، وفق خطط علمية متقنة، ولعلي أشير إلى بعض المنطلقات في ذلك:
1- التأكيد على وسائل الإعلام المختلفة بعدم نشر أي إساءة من قريب أو بعيد تمس الثوابت الشرعية.
2- التأكيد على أن الثوابت الشرعية لا تتغير ولا تتبدل بتغير الزمان والمكان.
3- ترسيخ الثوابت الشرعية في دين الله تعالى وتعميقها في النفوس.
4- بيان إبطال دعوى أن الخصوصية والثوابت الشرعية تنافي التطور والأخذ بالتقنية وأسباب النهضة، بل العكس تماماً هي الأساس والمنطلق للتطور والتقدم.
5- معالجة هذه الموضوعات بالحكمة، والطرح السليم الذي لا يثير الفتن، ولا يؤجج العداوات بين أبناء الإسلام، فيكون البلاء أعظم والخطر أكبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى