مقال

عهد الله مع أنبيائه والمؤمنين

جريدة الأضواء المصرية

عهد الله مع أنبيائه والمؤمنين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 26 أغسطس 2024
الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله فاتقوا الله عباد الله ” واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ” وتقول الأخبار والسير بكى أحد التابعين عشرين سنة شوقا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حتى رآه في المنام، واعلموا يرحمكم الله إن صدق الإيمان تضفي على صاحبها قوة تظهر في أعماله كلها، فإذا تكلم كان واثقا وإذا عمل كان ثابتا وإذا جادل كان واضحا وإذا فكر كان مطمئنا، لا يعرف التردد ولا تميله الرياح، يأخذ تعاليم دينه بقوة لا وهن معها، إنه أخذ بعزيمة لا رخاوة معها، لا قبول لأنصاف الحلول، ولا هزال ولا إستهزاء.

هذا هو عهد الله مع أنبيائه والمؤمنين، جد وحق، وصراحة وصرامة هذا جانب من القوة في رجل الإيمان، وجانب آخر يتمثل في ثبات الخطى، حين يكون المؤمن مستنير الدرب، يعاشر الناس على بصيرة من أمره، إذا رآهم على الحق أعانهم، وإن رآهم على الخطأ جانبهم، ونأى بنفسه عن مسايرتهم، متمثلا التوجيه النبوي الشريف، فإنه توطين للنفس، وقسر لها على المسار الصحيح، وإذا أردت أن تمتحن قوة الرجل في هذا فأستخبره، والعبد إذا عرض له أمر فإن فعل ما فيه رضى الله وغضب الناس رضي الله عنه، ودفع عنه شر الناس، وإن فعل ما فيه رضى الناس وغضب الله وكله الله إلى الناس، وسلطهم عليه حتى يؤذوه ويظلموا عليه أو يهلكوه، ولم يدفع عنه شرهم، ويقترن بذلك نوع من القوة آخر إنه القوة في ضبط النفس والتحكم في الإرادة.

التي تنشأ من كمال السجايا وحميد الخصال كعزة النفس، والتعفف، وعلو الهمة، وإنك لترى فقيرا قليل ذات اليد ولكنه ذو إرادة قوية ونفس عازمة، شريف الطبع، نزيه المسلك، بعيد عن الطمع والتذلل، إنها قوة آخذة بصاحبها بالسير في مسالك الطهر، ودروب النزاهة، والإستقامة على الجادة أما الرجل الخرب الذمة، الساقط المروءة فلا قوة له ولو لبس جلود السباع، ومشى في ركاب الأقوياء، وقد قال هود عليه السلام لقومه آمرا لهم بالاستغفار، والبعد عن مزالق الخاطئين ” ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلي قوتكم ولا تتولوا مجرمين” وابن آدم إذا انحرف فقد يتعرض للعنة أهل الأرض والسماء، ويكون في ضعفه وحقارته أقل من الذر والهباء، كما أن البلاء الذي يتعرض له العبد في الحياة يكون على قدر قوة تحمله له.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم “يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا، فإن أهل النار يبكون حتى تصير في وجوههم الجدوال، فتنفذ الدموع فتقرح العيون حتى لو أن السفن أجريت فيها لجرت” وإياكم من القلوب القاسية، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال “إن أحببت أن يلين قلبك فامسح رأس اليتيم وأطعم المسكين” فإلى متى وقلوبنا قاسية وأنفسنا لاهية ؟ أما آن أن نستجيب لنداء ربنا وهو يخاطبنا قائلا ” ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق” ويقول ابن مسعود رضي الله عنه والله ما بين إسلامنا ونزول هذه الآيات إلا سنوات حتى لامنا ربنا وكان أصحاب القلوب الحية إذا سمعوا هذه الآية بكوا وقالوا بلى يا ربي قد آن قد آن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى