مقال

شدة مخافة الصحابة رضي الله عنهم من الله

جريدة الأضواء المصرية

شدة مخافة الصحابة رضي الله عنهم من الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 22 أغسطس 2024
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم خوفهم من الفتن شديد، فعن العلاء بن المسيب عن أبيه، قال لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما، فقلت طوبى لك صحبت النبي صلى الله عليه وسلم، وبايعته تحت الشجرة، فقال يا بن أخي، إنك لا تدري ما أحدثنا بعده، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في قوله “إنك لا تدري ما أحدثنا بعده” يشير إلى موقع لهم من الحروب وغيرها، فخاف غائلة ذلك، وذلك من كمال فضله، وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله هذا من خوف الصحابة رضي الله عنهم من الذنوب والفتن التي حصلت في أواخر عهد الصحابة، وكما كان خوفهم رضي الله عنهم أيهم يكون الناجي من بعث النار، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال.

قال النبي صلى الله عليه وسلم “يقول الله عز وجل يوم القيامة يا آدم، يقول لبيك ربنا وسعديك، فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار، قال يا رب وما بعث النار؟ قال من كل ألف أراه قال تسعمائة وتسعة وتسعين، فحينئذ تضع الحامل حملها، ويشيب الوليد، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد، فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين، ومنكم واحد، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة” فكبرنا، ثم قال ” ثلث أهل الجنة” فكبرنا، ثم قال “شطر أهل الجنة” فكبرنا ” رواه البخاري ومسلم.

وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ومن فوائد الحديث شدة مخافة الصحابة رضي الله عنهم من الله لأنه لما ذكر بعث النار، وقال “من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين” يعني وواحد في الجنة، شق ذلك عليهم حتى تغيرت وجوههم، وفي رواية أخرى قالوا يا رسول الله، أيّنا ذلك الواحد؟ يعني الذي ينجو، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بيّن أن منا واحدا، ومن يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين، وكما كان الخوف من الله تعالى هو بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اقرأ عليّ ” فقلت أقرأ عليك وعليك أُنزل؟ فقال إني أحب أن أسمعه عليّ من غيري، فقال فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت قوله تعالي ” فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك علي هؤلاء شهيدا “

قال صلى الله عليه وسلم حسبك، فالتفت، فإذا عيناه تذرفان” وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال لما أنزل الله عز وجل على نبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم هذه الآية الكريمة من سورة التحريم ” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة” تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على أصحابه، فخر فتى مغشيّا عليه، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده، فإذا هو يتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا فتى، قل لا إله إلا الله” فقالها، فبشره بالجنة، فقال أصحابه يا رسول الله، أمن بيننا؟ فقال صلى الله عليه وسلم أو ما سمعتم قوله تعالى ” ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ” وقيل أنه قرأ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ” إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع” فربا منها ربوة عيد منها عشرين يوما، أي تعب تعبا شديدا وكان الناس يزورونه عشرين يوما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى