المجتمع الراقي بالأخلاق بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الأحد الموافق 18 أغسطس 2024 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد ما أجمل هذا المجتمع الراقي الأخلاق الذي كان في صدر الإسلام بين الصحابة الكرام رضوان الله تعالي عليهم أجمعين، فكانوا أخوة متحابين، فإن كان أحدهم في مجال البيع والشراء وجدته ناصحا لأخيه لا يغشه ولا يغالي بالثمن، وإن كان في مجال التعليم وجدته حريصا على طلابه أو جماعته يعلمهم ويرشدهم ويستفرغ وسعه في ذلك، وإن كان في وظيفته وجدته منجزا لأعمالهم متهللا في تعامله وناصحا لهم، سعيدا مبتسما لكل مراجع يأتيه لحاجته، وإن كان ذا صنعة وجدته جادا فيها متقنا لها، حريصا على تجويد عمله، يراقب الله في ذلك.
وإن كان وإن كان، المهم أن يكون دافعه وهمه نفع الناس وقضاء حوائجهم، وإن تقاضى على عمله أجرة، فإنها مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة جعلها الله تعالي لمن يقدم النفع لعباده مهما قل، من الابتسامة حتى أكبر نفع تتخيله العقول وتصل إليه الأفهام، وتقول إحدى الأخوات دائما أتمنى أن أساعد الغير وأقضي حوائجهم لأن هذا العمل يريحني ويسعدني ويبعد عني الأمراض النفسية، ولكن أصدم بردات فعل البعض مؤسف أن تنتظر كلمة شكر من أحدهم ولا تجدها ولكن لابد أن نفعل الخير فقط لأننا نقتدي بنبينا ويجب علينا أن ننتظر أجور الآخرة من الله تعالى، فقال مجاهد صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان هو يخدمني أكثر، فساعد الناس وأقضي حوائجهم.
لطلب الأجر من الله سبحانه وتعالى، لا تسعى لكلمة شكرا من الناس ومثل ما قال المثل “افعل خير وارميه في البحر” فهنيئا لمن أدخل السرور على قلب مؤمن طفلا يتيما كان أو شيخا كبيرا أو امرأة أرمله أو أي فعل من أفعال الخير وتسهيل أمور الناس والتخفيف عن ألآمهم وعدم تعقيد أمورهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سرّ مؤمنا فقد سرّني، ومن سرّني فقد سرّ الله” فعلى العاقل أن يستعين على قضاء حاجة نفسه بالسعي في قضاء حاجات المسلمين، فإنك إذا سعيت في قضاء حاجات المسلمين سعى الله تعالي نفسه في قضاء حاجتك، فأي هما خير لك؟ وبهذا يحصل ترابط المجتمع وتكاتفه والإرتقاء به إلى أعلى المراتب، ويسود فيه ألألفه والرحمة.
فالكبير يقوم بواجبه تجاه الصغير والقوي يقضي حاجة الضعيف والغني يعطف على الفقير، ويقول أحد الشباب عن تجربة شخصية له أن هناك شخص عندنا في الجامعة من الدفعة السابقة لنا قام بتصوير إحدى المذكرات لجميع طلاب دفعتنا من حسابه الخاص فكان لها اثر عظيم في أنفس الطلاب حيث قاموا بالدعاء له في ظهر الغيب، فإن أردت أن يسهل الله تعالي قضاء حوائجك فأعن الناس على قضاء حوائجهم، فالجزاء من جنس العمل، ويقول أحد الإخوة وقد وجدت والله أثر مساعدة الناس على حياتي من تيسير الله سبحانه لجميع أموري ولقد سمعت حديث بما معناه أن أسرع الناس مرورا على الصراط أناس تقضى حوائج الناس على أي دينهم وهو من باب المسارعة إلى فعل الخير والمسابقة فيه كما قال الله تعالى “فاستبقوا الخيرات”.