الوسيلة إلي الله تعالي بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : السبت الموافق 17 أغسطس 2024 الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا أما بعد، لقد نادي المولي سبحانه وتعالي علي عبادة المؤمنين قائلا ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون” وإنه مما تتوسل به إلى الله في دعائك هو أعمالك الصالحة، فتوسلوا إلى الله تعالي بإيمانهم، ومن ذلكم توسلات الثلاثة النفر الذين أطبقت عليهم صخرة في الغار، فتوسل أحدهم إلى الله بعفته عن الفاحشة، والآخر ببره للوالدين، والثالث بأدائه حق المستأجر كاملا بدون إنقاص شيء منه، وعندما لا يفهم المقصود من باب التوسل على وجهه الصحيح يقع المرء في أنواع من المخالفات.
والإنحرافات في دين الله عز وجل ولربما وقع فيها ظنا أنها نوع من التوسل ولهذا ينبغي أن يعلم في هذا المقام العظيم أن البدع بأنواعها وكافة صورها لا يمكن أن تكون وسيلة مقربة إلى الله، كيف وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ” وكل بدعة ضلالة” وكيف وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ” من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد” أي مردود على صاحبه وغير مقبول منه ولهذا ينبغي على العبد المؤمن في هذا المقام العظيم، مقام التوسل إلى الله وإبتغاء الوسيلة إليه جل في علاه أن يحرص أشد الحرص على إخلاص عمله لله، واتباع الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم في كل ما يأتي ويذر، وإن تعجب أيها المؤمن فعجب من حال أقوام يتوجهون في دعائهم وسؤالهم إلى مخلوقين مثلهم من الموتى المقبورين ثم يزعمون أن عملهم هذا توسل.
وهيهات أن يكون تسوية غير الله بالله وإتخاذ الأنداد والشركاء وسيلة يُطلب بها رضا الله عز وجل، وكما أن للوسيلة معنى آخر جاءت به السنة النبوية الشريفة لا بد من فهمه وإعطائه مقامه وحقه ألا وهو أن السنة جاءت بأن الوسيلة في الدار الآخرة منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لواحد من عباد الله، هي أرفع منازل الجنة وأعلى درجاتها، وهي أقرب منازل الجنة لعرش الرحمن جل في علاه، وهذه المنزلة جاء تسميتها في السنة الصحيحة بالوسيلة، ولا تنبغي إلا لواحد من عباد الله جل وعلا، ولهذا ينبغي أن يحرص المسلم على هذه الدعوة العظيمة، سؤال الله الوسيلة لنبينا الكريم المصطفي عليه الصلاة والسلام، والجزاء من جنس العمل، فإذا دعوت الله وأكثرت من دعائه جل في علاه أن يؤتي نبيه الوسيلة صلى الله عليه وسلم كوفئت من جنس عملك.
بأن النبي عليه الصلاة والسلام يكون لك شفيعا يوم القيامة عند الله سبحانه وتعالي، وإنا لنسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا أجمعين لسديد الأقوال وصالح الأعمال، وأن يهدينا أجمعين لحسن الفقه في دين الله عز وجل وحسن العمل بطاعته وما يقرب إليه، فاللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لهم ناصرا ومعينا وحافظا ومؤيدا.