شرعت الدساتير والقوانين لتنظيم حياة المجتمع سواء في العلاقة بين الدولة والمواطنين أو بين أجهزة الدوله المختلفه أو بين المواطنين وبعضهم البعض وترتب علي ذلك حقوق وواجبات علي الجميع الإلتزام بها
ولكن حينما يقف القانون عاجزا عن معاقبة إنسان أيا كان وأيا كانت مكانته وقد أخطأ في حق غيره بل وأخطأ في حق المجتمع فبماذا يمكن أن نسمي ذلك
فمن آمن العقاب فقد أساء الأدب مقولة خالدة دائما ما نقولها عندما تكون القوانين واللوائح عاجزة بل صامدة عن معاقبة كل من يتجاوز فتجعل المخالف يتصرف دون محاسبة أو رقابة بل يصل به الحال الي التمادي في إرتكاب المخالفات حيث أنه علي يقين بأنه لن يعاقب ولن يحاسب فيفقد الشعور بالضبط والإحترام
القوانين واللوائح ليست عاجزة ولكننا نحن من نعطلها ففي كثير من الأحيان قد يتغاضي أيا منا عن التجاوزات التي حصلت ضده نتيجة لعدم قيام الجهات المعنية بدورها الفعال أو خوفا من تهديد بعض المسؤولين وأحيانا أخرى يلجأ البعض إلي الصمت وعدم الشكوي لعدم جدواها
وفي حالات نادرة قد يلجأ المظلوم لحل مشكلته إلي مواقع التواصل الإجتماعي فلا جدوي من صناديق الشكاوي أو الخطوط الساخنة التي تتردد علي أسماعنا ليل نهار
فكم من حفلات رقص لاتليق بالجامعات في حفلات التخرج وبرعاية أساتذتها ولاعقاب لأحد
وكم من إتحادات رياضية ونقابية صرفت مليارات دون نتائج ملموسة ولا عقاب لأحد
وكم من مشروعات ثبت بعد الصرف عليها أو إستلامها بطرق ليست بالمعيار الفني أو بالطرق القانونية فشلها ولاعقاب لأحد
وكم من أناس ليسوا بالمختصين وفتحت لهم الفضائيات قنواتها ليبثوا سمومهم ويهاجموا قادتنا وعلماؤنا بل وصل بهم الحال لمهاجمة ديننا والتشكيك فيه
وكم من مصالح وهيئات أغدقت علي مقربيها ملايين غير مستحقه أو ضيعت ملايين أخري مستحقه ولاعقاب لأحد
وكم نري أشخاصا يتجرأون علي أقرب الناس إليهم لأنهم آمنون جانبهم في المقابل نجد هؤلاء يهربون من مواجهة من يملكون القدرة علي عقابهم
وكم وكم ولذلك أصبحت المهازل الأخلاقية والإنحراف السلوكي هي السائدة والمهيمنة فمن يضمن عدم العقاب يسيح في الأرض فسادا