مقال

هجر الرجل لإمرأته

جريدة الأضواء المصرية

الدكروري يكتب عن هجر الرجل لإمرأته
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه الله رحمة للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله خير ما جزى نبيا من أنبيائه، فصلوات ربي وتسليماته عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين أما بعد، إنه ينبغي جواز هجر الرجل لامرأته الناشز في البيت أو في خارج البيت حسب المصلحة الشرعية، فأما هجرها في البيت فدليله قول الله تعالى ” واهجرهن في المضاجع “

وأما هجرها خارج البيت فكما وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما هجر نسائه في حُجرهن وأعتزل في مشربة خارج بيوت نسائه رواه البخاري، ولا يبيت وحيدا في البيت فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوحدة، وهو أن يبيت الرجل وحده أو أن يسافر وحده رواه أحمد، وهذا النهي لما في الوحدة من الوحشة ونحوها كهجوم عدو أو لص أو مرض فوجود الرفيق معه يدفع عنه طمع العدو واللص ويسعفه عند المرض، ولا ينام على ظهر بيت ليس له سور حتى لا يسقط حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من بات على ظهر بيت ليس له حجار، فقد برئت منه الذمة ” رواه أبو دود، وذلك أن النائم قد يتقلب في نومه.

فإذا كان على سطح ليس له حجار أو حجاب يحجب الإنسان عن الوقوع ويمنعه من التردي والسقوط، فقد يسقط فيموت فعند ذلك لا يؤاخذ أحد بموته فتبرأ منه الذمة أو أنه قد تسبب بإهماله في عدم كلاءة الله له وحفظه إياه لأنه لم يأخذ بالأسباب، وكما قيل أن قطط البيوت لا تنجس الإناء إذا شربت منه ولا الطعام إذا أكلت منه فعن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أنه وُضع له وضوءه فولغ فيه السنور ” الهر ” فأخذ يتوضأ، فقالوا يا أبا قتادة قد ولغ فيه السنور، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” السنور من أهل البيت وأنه من الطوافين والطوافات عليكم ” رواه أحمد، وفي رواية ” إنها ليست بنجس إنها من الطوافين والطوافات عليكم ” رواه أحمد.

واعلموا إن من أبرز الأمثلة على التربية بالعادة في منهج التربية الإسلامية هو شعائر العبادة وفي مقدمتها الصلاة، ومن أمثلتها كذلك كل أنماط السلوك وكذا الآداب والأخلاق الإسلامية، وتكوين العادة عند الطفل في الصغر أهون وأسهل من تكوينها في الكبر، وكما أن العادة بقدر لزومها في التربية الإسلامية لها ضررها وخطورتها في الوقت ذاته لأنها عرضة لأن تحول السلوك إلى أداء آلي خال من الإحساس بالباعث الحقيقي ألا وهو طلب وجه الله الذي هو الرصيد الحقيقي والثمين لذلك السلوك، وكما أن التربية بالقصة لون آخر من ألوان التربية وتزداد فائدة القصة كلما كانت معبرة أكثر، والطفل في البداية يفهم النواهي أكثر مما يفهم الأوامر لذلك لا بد من التركيز في البداية على لا تفعل أكثر من افعل.

واذكرا للطفل أسماء الأشياء المختلفة الموجودة في الحجرة في العامين الأوليين من عمر الطفل حتى يضع يده عليه كلها ويصبح يميز الأشياء عندما تذكر الأم أو الأب أسماءها، وكما أنه مهم جدا أن تعلّم الأم طفلتها على مساعدتها في البعض من شؤون البيت بدءا من دخولها إلى المدرسة وكذا يفعل الأب مع ابنه بدءا من السنة السادسة من عمره، ولا بأس تربويا وفنيا من إستخدام الحيوان وإعطائه صورا إنسانية، كوسيلة تربوية مع الأولاد ولا بأس من إستخدام مخلوقات خارقة أي خرافية كذلك بشرط أن يكون لها مغزى ومعنى تربوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى