مقال

تحدي الله عز وجل للمشركين

جريدة الأضواء المصرية

الدكروري يكتب عن تحدي الله عز وجل للمشركين
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء، فاللهم إنا نسألك وأنت الغنى ونحن الفقراء إليك، أنت القوى ونحن الضعفاء إليك، نسألك أن تغنينا من فضلك العظيم، وأن تجعل أيدينا دائما هى العليا وألا تجعلها هى السفلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذى كان أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان، فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يأتيه الرجل فيعطيه ويعطيه ويعطيه حتى يعود الرجل إلى قومه يقول لهم ” جئتكم من عند خير الناس، إن محمدا يعطى عطاء من لا يخش الفقر” اللهم صل عليه وعلى آله وصحيه أجمعين ومن دعا بدعوته وسار على نهجه إلى يوم القيامة ثم أما بعد.

لقد تحدي الله عز وجل المشركين بأن يأتوا بسورة واحدة من أقصر السور القرآنية، فلم يستطيعوا أبدا وعجزوا عن ذلك وإن هناك علي سبيل المثال سورة العصر التي يحفظها كل أحد، يحفظها الصغير والكبير والذكر والأنثى وربما يقول قائل أنا ما أحفظ القرآن ولا أحفظ كثيرا من القرآن نقول تحفظ سورة العصر هذي لا يعجز أحد عن أن يحفظها سطر وبعض سطر سورة كاملة في سطر، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم “والعصر، إن الإنسان لفى خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ” فقد أقسم الله سبحانه وتعالى في هذه السورة بالعصر الذي هو الليل والنهار والزمان لأن العصر فيه عبر وعظات وآيات، وأيضا العصر فيه العمل من خير أو شر.

فالإنسان يعمل في هذا العصر في هذا الدهر في هذا العمر، يعمل إما في الخير وإما في الشر، ولذلك أقسم الله بهذا العصر فقال تعالى ” والعصر إن الإنسان لفى خسر “وهذا المقسم عليه هو الإنسان أي كل إنسان سواء كان من الملوك أو من الصعاليك أو من العلماء أو من الجهال أو من الأغنياء أو من الفقراء أو من الذكور أو من الإناث أو من العرب أو من العجم كل إنسان، وقوله تعالى “فى خسر” أي في خسارة، أى في خسارة ونقص مع هذا العصر الذي عاشه إلا من اتصف بأربع صفات، من اتصف بأربع صفات نجا من هذه الخسارة، ومن فقدها فهو خاسر، ولو كان يملك الأرصدة الفخمة ولو كان يملك القصور العالية والعمارات، ولو كان يملك القوة والجنود، ولو كان يخترع الطائرات والدبابات والمدمرات.

ولو كان ما كان فإنه خاسر وعمله الذي عمله في هذه الدنيا خسار لا ينفعه عند الله سبحانه وتعالى، إلا من اتصف بأربع صفات الصفة الأولى وهى الإيمان بالله عز وجل، فهو قد آمن بالله سبحانه وتعالى، فآمن بالله ربا وإلها وملكا، فقد آمن به تمام الإيمان فعبده حق عبادته وترك ما نهاه عنه وهذا قوله تعالى ” إلا الذين آمنوا ” وهذه واحدة، وأما الثانية وهى ” وعملوا الصالحات ” أى عملوا مع الإيمان عملوا الأعمال الصالحة، وتركوا الأعمال المحرمة، عملوا بالطاعات وتجنبوا المحرمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى