مقال

مصر هي العنوان

جريدة الأضواء المصرية

الدكروري يكتب عن مصر هي العنوان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 18 يوليو 2024

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم أما بعد، إن مكانة الأمن كبيرة، فالأمن تحقن فيه الدماء، وتصان الأموال والأعراض، وتنام فيه العيون، وتطمئن المضاجع، ويتنعم به الكبير والصغير والإنسان والحيوان، فالأمن من نعم الله العظمى وآلائه الكبرى، ولا تصلح الحياة إلا به، ولا يطيب العيش إلا باستتبابه، فإن الأمن لو سُلب من بلد ما، فتصور كيف يكون حال أهله؟ وما أجمل أن يكون الكلام عن الوطن، وأجمل منه أن يكون الكلام عن وطن يحبه الله ورسوله، فالحديث ذو شجون، لأننا نتحدث عن أعظم وطن، وأعرق حضارة، فإن الحديث عن أم الدنيا، وعن أرض الكنانة.

وعن بلد لم ولن تعرف الدنيا مثلها، إنها مصر الغالية، فمصر هي العنوان، ومصر هى أحلى الأوطان، ففي مصر تعانقت القلوب، وتصافح المُحب والمحبوب، والتقى يوسف بيعقوب، ولقد وجد الإسلام فى مصر أعياده، وفى مصر كنتم يوم الفتوح أجناده، وكنتم مدده عام الرمادة، وأحرقتم العدوان الثلاثي وأسياده، وحطمتم خط بارليف وعتاده، وكنتم يوم العبور آساده وقواده، فإن مصرهي أم البلاد، وهي موطن المجاهدين والعُباد، فمصر قهرت قاهرتها الأمم، ووصلت بركاتها إلى العرب والعجم، وإن مصر هى كوكبة العصر، وكتيبة النصر، وإيوان القصر، وإن مصر هى أم الحضارة، ورائدة المهارة، ومنطلق الجدارة، وإن مصر هى أرض العز، وهى بلاد العلم والقطن والنماء، وإن مصر هي مصر التى تكلم عنها القدامى، ولكننا نحتاج إلى شعب كالقدامي.

نحتاج إلى شعب يتقى الله في نفسه وعمله ووطنه وأهله وماله، نحتاج إلى رجال كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، فالمشكلة مشكلة أفراد وأشخاص وليست مشكلة أرض مدحا أو قدحا، فإن مصر بلد عظيم القدر، وقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما عاد أحد المسلمين وهو مريض وقرأ عليه فاتحة الكتاب، واضعا يده على الجزء المريض في جسده، فبرئ الرجل بفضل الله تعالى، فلما استشهد عمر بن الخطاب، ومرض الرجل مرة أخرى طلب ممن يعوده أن يقرأ عليه بفاتحة الكتاب كما صنع عمر، فلما قرأ عليه الراقي الفاتحة واضعا يده، على الجزء المريض في جسده، ثم قال له كيف أنت؟ فرد عليه قائلا له كما أنا، فقال الراقي، والله إن الفاتحة هي الفاتحة ولكن أين يد عمر؟ وكذلك وأنا أقول لكم، إن مصر هي مصر ولكن أين عمر؟

وإن لعظم قدر مصر منذ القديم افتخر الهالك فرعون بأنه يملكها دون غيرها، فقال كما حكى الله عز جل عنه “أليس لى ملك مصر” فقال عمرو بن العاص رضي الله عنه، إن ولاية مصر جامعة تعدل الخلافة، وهذا يعني أن ولاية كل بلاد الإسلام في كفة، وولاية مصر في كفة، وقد قال سعيد بن هلال، إن مصر أم البلاد، وغوث العباد، وإن مصر مصورة في كتب الأوائل، وقد مدّت إليها سائر المدن يدها تستطعمها، وذلك لأن خيراتها كانت تفيض على تلك البلدان، وإن مصر هي البلد الوحيد، الذي أوصى الله أنبيائه ورسله عليهم السلام، أن يذهبوا إليها، فقد أمر الله تعالى، نبيه موسى وأخاه هارون، أن يتخذوا بيوتا لهم، ولقومهم بمصر، وإن ذكر مصر في القرآن الكريم والسنة النبويه الشريفه، هو أكبر دليل على أهمية هذه البلد ومكانتها عند الله تعالي.

وعند رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا كان الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، قدما لنا الوصية بمصر وأهلها خيرا، فعلينا أن نمتثل أمر الله تعالى، وأمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن الله تعالى، إذا ذكر شيئا وعظمه فإن تعظيمه وتشريفه وتكريمه من تعظيم وتكريم الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى