الدكروري يكتب عن أصل الشرك والكفر بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الثلاثاء الموافق 16 يوليو 2024
الحمد لله الذي جعل حب الوطن أمرا فطريا والصلاة والسلام على من أرسله الله تعالى رسولا ونبيا وعلى آله وصحابته والتابعين لهم في كل زمان ومكان، أما بعد ينبغي علينا جميعا أن ننظر لأحوال السابقين الأولين عندما رسخت هذه العقيدة في نفوس المسلمين في مكة، واطمأنت لها قلوبهم، يسر الله تعالى لهم مزاولتها الواقعية في المدينة بنزول أحكام العبادات والمعاملات، فهم داخل المسجد وخارج المسجد يمتثلون كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فيما بينهم وبين ربهم، وفيما بينهم وبين الناس، وقدموا أوامر الله على كل ما سواه فرضى الله عنهم ورضوا عنه، وفازوا بدار كرامته، فقال الله تعالى فى سورة التوبة.
” والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم” وإن كل تصرف في الحياة بما لم يأذن به الله هو شرك، وفاعله مشرك أشرك مع الله غيره في طاعته، كما أشرك عابد الوثن مع الله غيره في عبادته، هذا شرك في الطاعة، وهذا شرك في العبادة، والشرك كله ألوانه وأشكاله وأهله في النار كما قال سبحانه فى سورة المائدة ” إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار” وقد بيّن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم- لأمته الحلال والحرام من الأقوال والأعمال والأشياء، فأحل لهم الطيبات وكل ما فيه منفعة، وحرم عليهم الخبائث وكل ما فيه مضرة.
فقال الله سبحانه وتعالى في وصف النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء فى سورة الأعراف ” الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراه والأنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون” والمحرمات لها أربع مراتب، فأدناها الفواحش، وأشد منها تحريما الإثم والظلم، وأشد منهما تحريما الشرك بالله سبحانه، وأشد تحريما من كل ما سبق القول على الله بلا علم، في أسمائه وصفاته وأفعاله، وفي دينه وشرعه كما قال الله سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة الأعراف.
” قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون” فالقول على الله بلا علم أشد هذه المحرمات تحريما، وأعظمها إثما عند الله، فهو يتضمن الكذب على الله تعالى، ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته، وإثبات ما نفاه، وإحقاق ما أبطله، وإبطال ما أحقه، وعداوة من والاه، وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه، وبغض ما أحبه، ووصف الله عز وجل بما لا يليق به في ذاته وأسمائه وصفاته، وأقواله وأفعاله، فليس في جنس المحرمات أعظم عند الله منه، ولا أشد إثما، وهو أصل الشرك والكفر، وعليه أسست البدع والضلالات، فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله عز وجل بلا علم، فلا يجوز لأحد أن يقول على الله تعالى بلا علم.
ويكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة النحل ” ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون، متاع قليل ولهم عذاب أليم” وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” من كذب على متعمدا فليتبؤا مقعده من النار ” رواه البخارى ومسلم.