وُلد الشيخ زايد بن سلطان بن زايد آل نهيان في عام 1918، في قصر الحصن بمدينة أبوظبي، وكانتنشأة الشيخ زايدفي مدينة أبوظبي كذلك.
وجدّه زايد بن خليفة المعروف بـ “زايد الأول” حكم إمارة أبو ظبي منذ سنة 1885 إلى سنة 1909م.
وكان والده الشيخ سلطان حاكماً لإمارة أبوظبي منذ سنة 1922 إلى سنة 1926م. وكان للشيخ زايد أربعة أشقاء، من أمهم الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي، وكان الشيخ زايد أصغرهم.
ولما بلغ الرابعة من عمره في عام 1922، تولّى والده الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، الذي كان له أثر كبير فينشأة الشيخ زايد، الحكم.
وكان قادرًا خلال فترة حكمه على تحقيق نجاحات كثيرة، منها؛ تحسين العلاقات مع الجيران، واكتساب مكانة بين المواطنين على الرغم من قصر مدة حكمه.
منذنشأة الشيخ زايد، كان دائمًا على حضور مجالس والده، التي كان يتعلم منها فنون الحكم والتعامل مع المواطنين.
وكان يرى كيف يستمع والده إلى همومهم، وكان أحيانًا يطرح الأسئلة على أبيه؛ ليجد الإجابات المفيدة عن أسئلته.
وكان لمدينة العين أثر كبير فينشأة الشيخ زايد وشخصيته، حيث حُبّب إليه الصيد بالصقور، وركوب الخيل وركوب الهجن العربية الأصيلة، والرماية.
وهكذا تشكَّلت شخصيته، واستمد من مدينة العين الكثير من الصفاء والصفات التي أهلته للزعامة والقيادة في ما بعد.
زوجات الشيخ زايد وأولاده
نشأة الشيخ زايد
تزوّج الشيخ زايد ثماني مرات، وأنجب العديد من الذكور والإناث، بحيثُ لا يقل عدد أبنائه الذكور عن ستة عشر ولداً، أما عن عدد الإناث فهن إحدى عشرة بنتاً.
وأذكر في ما يلي زوجاته وعشرة من أبنائه الذكور:
زوجات الشيخ زايد
حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد الأول آل نهيان.
فاطمة بنت مبارك الكتبي.
موزة بنت سهيل الخييلي.
شيـخة بنت معضد بن سيف المشغوني.
عائشة بنت علي الضبع الدرمكي.
آمنة بنت صالح بن بَدّوُة الدرمكي.
فاطمـة بنت عبيد المهيري.
علياء بنت محمد بن سالمين بن ارحمة الشامسي.
أبناء الشيخ زايد
خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم إمارة أبوظبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي
سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة والقائد العام لشرطة أبوظبي
حمدان بن زايد آل نهيان، ممـثل الـحاكم في المنطقة الغربية
هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، رئيس مجلس أبوظبي الرياضي
سعيـد بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي
نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس مؤسسة أمناء زايد للأعمال الإنسانية والخيرية
عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية
طحنون بن زايد آل نهيان، عضـو المجلس التنفيذي، رئيس هيئة الطيران الأميري
منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيس دائرة القضاء بإمارة أبوظبي
فعّل حسابك الآن مجاناً!
الشيخ زايد حاكمًا لمدينة العين
نشأة الشيخ زايد
ومن المعلومات المهمة عن الشيخ زايد أنه حكم العين عام 1946، حيث عُين ممثلاً لشقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي في المنطقة الشرقية.
كان ذلك في وقت كانت تعاني فيه المدينة من ندرة الماء والمال ولكنّ تطوير مدينة العين، كان هدفًا أصرّ الشيخ زايد على تحقيقه.
وكانت نتيجة ذلك افتتاح أول مدرسة بالعين في عام 1959 وسُميت المدرسة النهيانية على اسم عائلته (آل نهيان).
وأنشأ كذلك سوقًا تجاريًا ومستشفى وشبكة طرق، ووفّر المياه للجميع ووجّه إلى استخدامها في الزراعة لزيادة المساحات الزراعية.
وكان ذلك من أبرز ما تحقق في تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين، التي كانت تعاني وقتذاك من ندرة المياه.
جدير بالذكر أيضًا زيارة الشيخ زايد عددًا من الدول في عام 1953، حيث أراد أن يطلع على تجارب الدول المختلفة في الحكم والحياة عمومًا.
فقد زار الشيخ زايد بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وسويسرا والعراق ومصر وسوريا ولبنان والهند وباكستان.
وعززت رحلته حول العالم اقتناعه بالحاجة الماسّة لتطوير الحياة في المدينة، لتكون متطورة مثل تلك الدول التي زارها.
وطوال فترة ولايته التي امتدت عشرين عاماً. حظي بسمعة طيبة بين سكان المنطقة، وعمل على بناء الروابط القوية بينه وبين أفراد شعبه، وكان مجلسه مفتوحاً لجميع مواطنيه.
وكان الشيخ زايد يستشير القبائل المختلفة ليتخذ قراراته وبموافقتهم وإجماعهم تتخذ القرارات.
وكان يسافر إلى يتفقد أحوال أهل المناطق القريبة والنائية؛ للاطمئنان عليهم، وتلبية حاجاتهم، والاستماع إليهم استشارتهم قبل اتخاذ أي قرار، حتى ذاع صيته، وحظي بحب شعبه واحترامهم له.
الشيخ زايد حاكماً لأبوظبي
نشأة الشيخ زايد
وعند الحديث عن أهم المعلومات عن الشيخ زايد، ينبغي أن نشير إلى أنه بعد نجاحه في تطوير مدينة العين في الخمسينيات على الرغم من قلة الموارد، تولى الشيخ زايد حكم إمارة أبوظبي في أغسطس عام 1966، ووضعها على طريق النمو المستدام والتنمية.
تولى الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966خلفا لشقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان.
حيث إنه مع اكتشاف النفط في إمارة أبوظبي في منتصف القرن العشرين بدأ عصر جديد من التطور في منطقة الخليج العربي.
وبدأت أبوظبي بتصدير أول شحنة نفط عام 1962 وبدأت مرحلة الجديدة من تاريخ أبوظبي على جميع الصُّعُد: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.
وكانت الحاجة ماسّة إلى رؤية جديدة للحكم واستغلال عوائد النفط استغلالًا جيدًا.
فكانت الضغوط الكبيرة من قبل عائلة آل نهيان على الشيخ شخبوط، ولذلك قرر السماح للشيخ زايد في مساعدته على إدارة شؤون أبوظبي.
وسعى الشيخ زايد على مدى أربع سنوات في الفترة من 1962 إلى 1966 إلى تحسين الأوضاع في الإمارة وتنفيذ برنامج تنموي ينقل الإمارة نقلة كبيرة.
وبالفعل تمكّن الشيخ زايد من تحقيق إصلاحات واسعة في المجالات كافة.
وكان من أول القرارات التي اتخذها أن أصدر مرسوماً يقضي بإصدار طوابع بريدية. وحرص على تطوير قطاعات التعليم وتغيير النظام التعليمي من نظام “المطاوعة” إلى النظام الحديث في التعليم.
وانتشرت المدارس على اختلاف مراحلها في أنحاء البلاد، وفتحت فصول محو الأمية لمن فاتهم قطار التعليم.
وأتاح كذلك فرص تعليم لآلاف الطلبة مكنتهم من الالتحاق بأفضل الجامعات في الخارج.
واهتم بالرعاية الصحية والإسكان الشعبي وتحديثهما، وبذلك تغيرت أبوظبي؛ وتطورت تطورًا كبيرًا، ما جعل آلاف السكان ينتقلون من سكن “العشيش” إلى المنازل الحديثة.ودخلت المياه العذبة والكهرباء إلى كل بيت.
وعلى الجانب السياسي، قام الشيخ زايد بإنهاء العداء الطويل بين أبوظبي وقطر.
وعلى الجانب الإداري أيضاً، أسس الشيخ زايد نظامًا إداريًا ودوائر حكومية، اعتمد فيها على عناصر من الأسرة الحاكمة ومن خارج الأسرة.
وطوّر المدن بوجه عام، حيث أمر بشقّ الطرقات، فامتدت الطرق الحديثة فوق رمال الصحراء وأمر ببناء جسر يربط بين جزيرة أبوظبي واليابسة، وإنشاء ميناء ومطار.
فكرة الاتحاد
نشأة الشيخ زايد
أدرك الشيخ زايد في عام 1968 أنه أصبح لزاماً على الإمارات المتصالحة أن تتحول إلى أمة عصرية مستقرة.
وأدرك الشيخ زايد ضرورة إنشاء اتحاد قوي لجعل الدولة المستقبلية دولة قوية ومستقرة على الصعيد الدولي.
وكان من الضروري حينئذ أن يتم الاتفاق على وضع دستورٍ ونظامٍ قانونيٍ ونموذج للحكم، وقاد جهودًا لإنشاء اتحاد بين الإمارات.
وشاركه في تلك المساعي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي آنذاك، الذي وقّع معه اتفاقية في عام 1968.
وتُوجت جهود القائدين العظيميْن في نهاية الأمر بقيام دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971.
تبدأ القصة عندما أعلنت بريطانيا عام 1968 عن نواياها في سحب قواعدها من شرق السويس.
حيث عقد الشيخ زايد والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم اتفاقية السميح، التي وقّعا عليها في الـ 18 من فبراير عام 1968.
وكانت بابًا لخطوات كبيرة تلتها؛ فَجَرتْ مباحثات الاتحاد بين الإمارات السبع وبين البحرين، وقطر، لإنشاء اتحاد ودولة من تسع إمارات،.
وبعد أخذ وردّ انسحبت البحرين وقطر وأعلنا استقلالهما، وآلت الأمور في النهاية إلى قيام اتحاد الإمارات باسم “دولة الإمارات العربية المتحدة” من سبع إمارات فقط وليس تسع إمارات.
زايد يقود تأسيس الاتحاد
نشأة الشيخ زايد
قام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة بشكله النهائي من سبع إمارات في الثاني من ديسمبر عام 1971.
واختير الشيخ زايد أول رئيس للدولة الجديدة، التي عرفت ولا تزال باسم بدولة الإمارات العربية المتحدة لمدة خمس سنوات،.
وظلّ رئيسًا للدولة إلى أن توفي، وخلفه في منصب الرئيس وله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الرئيس الحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وكان الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم أول نائب لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وخلفه من بعده كذلك في المنصب ولده الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
يذكر ايضًا أن حكام الإمارات أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد وضعوا دستورًا اتحاديًا مؤقتًا؛ سعيًا منهم لتأسيس نظام يتبع أساليب الإدارة الحديثة، ويسعى في الوقت نفسه إلى المحافظة على الشكل التقليدي.
الشيخ زايد ومجلس التعاون الخليجي
حرص الشيخ زايد على كذلك على إقامة اتحاد بين جميع دول الخليج، كما نجح الاتحاد بين الإمارات السبع؛ لأن كل شعوب دول الخليج تجمعها عوامل مشتركة.
والعوامل المشتركة هي التاريخ والعادات، والتقاليد والاقتصاد، والأنساب؛ فالرجل كانت قناعته كبيرة بفوائد الاتحاد للإمارات، وجميع دول الخليج أيضاً.
وأدّت مساعيه ومساعي قادة دول الخليج العربية إلى تكوين تجمع إقليمي وسياسي رسمي، هو مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
حيث عقد ملوك وأمراء وسلاطين وشيوخ هذه الدول الست: (السعودية، وعُمان، والإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين)، القمة الأولى بأبوظبي، ووقّعوا وثيقة تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتاريخ 25 مايو 1981.
الشيخ زايد والحروب العربية
استخدم الشيخ زايد سلاح النفط في مواجهة تدفق السلاح على الجسر الجوي الأمريكي إلى “إسرائيل”.
وقد أثّر ذلك في تغيير سير المعركة، وتحوّل الموقف الدولي إلى جانب الموقف العربي.
وقال الشيخ زايد قولته المشهورة:
“إنّ البترول العربي ليس أغلى من الدّم العربي”.
وفاة الشيخ زايد
توفي الشيخ زايد في الثاني من شهر نوفمبر عام 2004 م، الموافق التاسع عشر من رمضان، ومن بعده تولى الحكم ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي، وهو الرئيس الحالي لدولة الإمارات.
وقد أعلنت الإمارات الحداد العام، بالإضافة إلى بعض الدول العربية مثل؛ الجزائر، وليبيا، واليمن، لبنان، ونُكّست الأعلام كذلك في الأمم المتحدة.
وفي النهاية، لا شك أن نشأة الشيخ زايد ووفاته كانا من الأحداث الكبيرة، التي أثرت في منطقة الخليج العربي… رحمه الله عليه واسكنه فسيح جناته