الدكروري يكتب عن صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الأحكام المتعلقه بالصلاة والصيام في شهر رمضان، وأما في خروج الشهر المبارك فلا يثبت إلا بشاهدين إجماعا، وقال الترمذى رحمه الله “ولم يختلف أهل العلم في الإفطار أنه لا يقبل فيه إلا شهادة رجلين” ولكن هل يجوز لأهل بلد الصوم والفطر اعتمادا على الحساب الفلكي؟ فإنه لا يجوز، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته” فعلقها صلى الله عليه وسلم بالرؤية.
ولكن من الذين يباح لهم الفطر فى رمضان؟ فإن الذين يباح لهم الفطر فى رمضان أقسام، فالقسم الأول هو المريض الذي يتضرر بالصوم، والقسم الثانى هو المسافر، ودليلهما قوله تعالى “فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر” والقسم الثالث هو الحائض والنفساء، والدليل ما روى البخارى ومسلم من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “كانت إحدانا تحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة” والقسم الرابع هو الحامل والمرضع، واستدلوا بما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم “إن الله وضع عن المسافر نصف الصلاة والصوم، وعن الحبلى والمرضع” رواه أحمد والترمذي وأبو داود النسائي، وعليهما القضاء.
والقسم الخامس هو العاجز عن الصيام لكبر أو مرض لا يرجى برؤه، روى البخارى وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى “وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين” قال ابن عباس رضي الله عنهما “ليست بمنسوخة، هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليطعما مكان كل يوم مسكينا” ولكن ما صفة الإطعام للعاجز عن الصيام؟ فإن له طريقتان، فالأولى هو أن يصنع طعاما ويدعو المساكين إليه، والثانية وهو أن يفرق الطعام على المساكين سواء كان مطبوخا أم لا، ولكن ما حكم السحور لمن أراد الصيام؟ فإن الأمر بالسحور على الاستحباب كما قرر هذا الشيخ بن عثيمين رحمه الله، كما يسن أن يكون السحور في الجزء الأخير من الليل، لقول زيد بن ثابت رضي الله عنه “تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة،
فقلت كم كان بين الأذان والسحور؟ قال قدر خمسين آية” رواه البخاري ومسلم، ولقوله صلى الله عليه وسلم “لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور” رواه أحمد، ويحصل السحور بأقل ما يتناوله المرء من مأكول ومشروب، كما قال ابن حجر رحمه الله في الفتح، ولكن على ماذا يسن أن يفطر الصائم؟ فإن الفطر على تمر، فإن لم يجد فعلى ماء، ودليله ما جاء عن سلمان بن عامر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا كان أحدكم صائما فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإن الماء طهور” رواه الخمسة، ولكن ما هى مفسدات الصوم؟ فإن للصوم عدة مفسدات، وهى أولا الأكل والشرب عمدا غير نسيان، وقد أجمع على هذا أهل العلم رحمهم الله تعالى.
قال تعالى “وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر” والتدخين داخل فيه كما أفتى بهذا الشيخ بن عثيمين رحمه الله وغيره من أهل العلم، ومثله إدخال شيء إلى الجوف عن طريق الأنف، كقطرة الأنف، وبهذا أفتى الشيخان عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين رحمهما الله تعالى.