مقال

رسالة إلي الشباب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن رسالة إلي الشباب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 23 فبراير 2024

الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وسبحانه أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين ثم أما بعد لقد حرم الإسلام المسكرات بجميع أنواعها من خمور ومخدرات فينبغي تذكير شارب الخمر وتخويفه من غضب الله عليه وهذا ما فعله الفاروق عمر بن الخطاب مع شارب الخمر فقد روى ابن أبي حاتم بإسناده، عن يزيد بن الأصم، قال كان رجل من أهل الشام ذا بأس، وكان يوفد إلى عمر بن الخطاب، ففقده عمر، فقال ما فعل فلان؟ فقالوا يا أمير المؤمنين تتابع في هذا الشراب أي الخمر، فدعا عمر كاتبه، فقال اكتب من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان، سلام عليك، أما بعد.

فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو “غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير” ثم قال لأصحابه ادعوا الله لأخيكم أن يُقبل بقلبه ويتوب عليه، فلما بلغ الرجل كتاب عمر، جعل يقرأه ويردده، ويقول “غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب” قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي، فلم يزل يرددها على نفسه، ثم بكى، ثم نزع فأحسن النزع، أي تاب فأحسن التوبة فلما بلغ عمر رضي الله عنه خبره قال ” هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاكم زلّ زلة فسدّدوه ووفقوه وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه” وفي الختام أهمس كلمة في أذن المدمن فأقول الله الله أيها المدمن، اتق الله، وراقبه في حركاتك وسكناتك، وإياك والغفلة أو التسويف، فما قتل النفوس إلا كلمة سوف.

عجل بالتوبة، فالباب مفتوح، وإياك أن تغرغر الروح، فعند ذاك لا توبة تنفع، ولا شفيع يسمع، وتذكر أن الله تعالي يراك، فكيف تختبئ من البشر وتنسى خالق البشر، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، فيا أيها الشاب المسكين يامن ابتليت بهذا البلاء فهيا عد إلى الله، الجأ إلى الله بصدق أن يخلصك من هذا الكابوس، فيا أيها الشباب اتقوا الله وراقبوه واخشوه وتوبوا إليه فأنتم محاسبون على أعمالكم مؤاخذون بأقوالكم أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون واحفظوا وصية نبيكم صلى الله عليه وسلم لكم، ألا فاعلموا أيها الشباب أن التفحيط والتنطيط، وإيذاء الناس والمارة والتجمعات الشبابية والتحزبات الهمجية والحركات اللا منهجية لو كانت كل تلك المهازل والمفاسد رفعة في الدرجات وزيادة في الحسنات.

والله لما سبقتم إليها العلماء والعقلاء والفضلاء والنبلاء ولكنها انحطاط في الخلاق ونقيصة في الأدب وعيب في التربية ومثلبة في الرجولة فمن هو العاقل الذي يرضى لنفسه بالسفول وضياع الأخلاق وأن ينظر الناس إليه بعين الازدراء والاستهزاء، بل ربما أدت تلك الأخلاق السيئة والانحرافات المشينة، أقول ربما أدت إلى قطع الصلات مع الله تعالي، ومع عباد الله عز وجل، فالله الله أيها الشباب بطاعة ربكم ووالديكم والإهتمام بعلمائكم وقادتكم والعناية بمقدرات وطنكم وتوفير السلامة للمسلمين فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والتزموا هدي الكتاب العزيز والسنة المطهرة وعضوا عليهما بالنواجذ، ففيهما الخير والهدى والعفاف والغنى والنور والهدى وإياكم ومحدثات الأمور وبدعها فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى