مقال

أخلاق وصفات عبد الرحمن

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن أخلاق وصفات عبد الرحمن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 1 فبراير 2024

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد ذكرت كتب السيرة النبوية المشرفة الكثير والكثير عن الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وكان من أخلاق وصفات عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه هو عفته، فعندما آخى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع رضي الله عنه عرض عليه سعد بن الربيع ان يقاسمه ماله وزوجاته فقال له عبد الرحمن بارك الله لك في مالك وزوجك ولكن دلني على السوق وعمل بالتجارة وربح مالا كثيرا ومهارته في التجارة فعندما عمل بالتجارة كان تاجرا ماهرا.

وربح كثيرا وفتح الله عليه وأصبح من أغنى الأغنياء، وكذلك شجاعته، حيث كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يتميز بالشجاعة والإقدام في المعارك ولا يفر ولا يهاب الأعداء وكان مقاتلا بارعا، وكما كان من صفاته هو جوده وكرمة حيث قال قتادة أن عبد الرحمن بن عوف تصدق بنص ماله أربعة آلاف دينار، وكما كان من صفاته رضي الله عنه هو تواضعه وزهده فرغم ثرائه إلا أنه كان متواضعا وزاهدا فكان يمشي بين مماليكه فلا يعرف أنه بينهم من شدة تقشفه وتواضعه، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وأبو عبيدةَ بن الجراحِ في الجنة”.

وكما ذكر أن تركته من الذهب كانت كبيرة جدا، وبدأت بأقط وسمن حيث كان عبد الرحمن رضي الله عنه عصاميا، فقد بدأ بجمع ثروته من الصفر، بل إنه عرض عليه سعد بن الربيع الخزرجي رضي الله عنه أن يشاطره في نصف ماله مجانا وذلك حين آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد رضي الله عنه فرفض عبد الرحمن هذا العرض المجاني، وقال “بارك الله لك في أهلك ومالك، دلني على السوق، فربح شيئا من أقط وسمن، فابتدأ ثروته بأقط وسمن ثم حاز الملايين، فكان الاستثمار في السوق بالبيع والشراء هو الأسلوب الاستثماري لعبد الرحمن رضي الله عنه حتى أصبحت ثرواته على مرأى ومسمع من أهل المدينة، وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن عبد الرحمن أثرى.

وكثر ماله، حتى قدمت له مرة سبعمائة راحلة تحمل البر والدقيق” وقال ترك ألف بعير، ومائة فرس، وثلاثة آلاف شاة ترعى بالبقيع، وكان نساؤه أربعا، فاقتسمن ثمنهن، فكان ثلاثمائة وعشرين ألفا، لكل واحدة منهن ثمانين ألفا، وقد بلغت ثقته بإحترافه في مجال التجارة، أنه قال لقد رأيتني ولو رفعت حجرا لرجوت أن أصيب ذهبا أو فضة، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية وكان عامة ماله من التجارة، كان الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف نموذجا فريدا في الشكر مع الغني، لذا لقب بالغني الشاكر، ويقال أنه عندما توفي ترك ذهبا قطع بالفؤوس حتى تورمت أيدي الرجال منه، وروى عنه حفيده أنه أتي بطعام وكان صائما فقال، قتل مصعب بن عمير وهو خير مني وكفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه.

وإن غطي رجلاه بدا رأسه، وقال وقتل حمزة وهو خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلا بردة ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجّلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى