مقال

رسول الله بين بسمك اللهم والبسملة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن رسول الله بين بسمك اللهم والبسملة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 16 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين، أرحم الراحمين، ذي القوة المتين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية وكتب السيرة النبوية الشريفة، أن النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم كان يكتب في مكاتباته بسمك اللهم حتى نزلت البسملة، وقد أخرج عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه وابن المنذر وغيرهما عن الشعبي أنه قال كان أهل الجاهلية يكتبون باسمك اللهم فكتب النبي صلى الله عليه وسلم أول ما كتب باسمك اللهم حتى نزلت بسم الله مجراها ومرساها فكتب بسم الله، ثم نزلت ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فكتب بسم الله الرحمن، ثم نزلت آية النمل “إنه من سليمان”.

فكتب بسم الله الرحمن الرحيم” وأخرج أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائله عن الحارث العكلي قال، قال لي الشعبي كيف كان كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إليكم، قلت باسمك اللهم، فقال ذاك الكتاب الأول، كتب النبي صلى الله عليه وسلم باسمك اللهم، فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري، ثم نزلت بسم الله مجراها ومرساها فكتب باسم الله، فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري، ثم نزلت قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فكتب باسم الله الرحمن، فجرت بذلك ما شاء الله أن تجري، ثم نزلت إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم فكتب بذلك، والبسملة أي قال بسم الله الرحمن الرحيم، وهو من باب النحت كقول حوقلة وحمدلة وغيرهما، وقال ابن فارس في فقه اللغة باب النحت، العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة.

وهو جنس من الاختصار كحيعلة من حي على ويقول ابن السكيت في كتاب إصلاح المنطق يقال قد أكثر من البسملة إذا أكثر من قول بسم الله، ومن الهيللة إذا أكثر من قول لا إله إلا الله، ومن الحوقلة والحولقة إذا أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ومن الجعفدة أي من جعلت فداك، ومن السبحلة أي قول سبحان الله، أما ابن دحية في كتابه التنوير فيقول ربما يتفق اجتماع كلمتين من كلمة واحدة دالة عليهما، وإن كان لا يمكن اشتقاق كلمة من كلمتين على قياس التصريف، والبسملة قول باسم الله، والسبحلة قول سبحان الله والحسبلة قول حسبي الله، والسمعلة قول سلام عليكم، والطلبقة قول أطال الله بقائك، والدمعزة أدام الله عزك، وذكر جمع من اللغويين أن البسملة وإن كانت في الأصل مصدرا.

إلا أنه غلب استعماله في قول بسم الله الرحمن الرحيم، فيطلقون البسملة ويردون به هذه الكلمات، وقد ورد النحت في اللغة العربية على صور عديدة منها تأليف كلمة من جملة لتؤدي مؤداها، وتفيد مدلولها، كالبسملة المأخوذة من بسم الله الرحمن الرحيم، كما تمثل البسملة أحد أنواع النحت الفعلي وهو أن تنحت من الجملة فعلا يدل على النطق بها، أو على حدوث مضمونها، ويقول ابن عاشور أن البسملة اسم لكلمة باسم الله، صيغ هذا الاسم على مادة مؤلفة من حروف الكلمتين باسم والله على طريقة تسمى النحت، وهو صوغ فعل مُضي على زنة “فعلل” مؤلفة مادته من حروف جملة أو حروف مركب إضافي، مما ينطق به الناس اختصارا عن ذكر الجملة كلها لقصد التخفيف لكثرة دوران ذلك على الألسنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى