مقال

الوسيلة لكسب الرزق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الوسيلة لكسب الرزق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 1 ديسمبر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعمل هو ومن سبقه من الرسل كذلك، كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على العمل، وإن العمل في الإسلام ليس مهمته الوحيدة كسب المال وجمعه للإنفاق على العيال، بل إن له من الأهمية ما يزيد حتى على عبادات النوافل، فإن العمل هو كل ما يقوم به الإنسان من جهد بدني كالبناء، أو ذهني كالقضاء، ويعود عليه بالنفع المالي أو المنفعة المعنوية.

وتظهر أهمية العمل في الإسلام من خلال تحقيق معاني العمل التعبدية، حيث يعد العمل في الإسلام عبادة، فمفهوم العبادة في الإسلام واسع يشمل كل من العبادات المفروضة، وأيضا العمل والسعي في مصالح الأهل والنفس، ومن خلال العمل يقوم الإنسان بوظيفة عمارة الأرض، فلم يخلق الله تعالى الإنسان في هذه الدنيا عبثا كما أن ترك العمل فيه ضياع للنفس والأهل، وهذا سبب لكسب الإثم، فتارك العمل آثم إن ضيع حق نفسه، وإثمه أكبر إن ضيع حق أهله الذين يعتمدون عليه في معيشتهم، تظهر أهمية العمل بأنه وسيلة كسب للرزق، ويستدل على ذلك بأمر الله بالسعي لكسب الرزق، ويلاحظ في الآية الكريمة إقتران الرزق بالعبادة، فالذي يرزق هو الذي يُعبد، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الطعام.

الذي يأكله الإنسان من عمل يده بأنه خير طعام في الدنيا، وإن الأنبياء على علو قدرهم عند الله تعالى إلا أنهم كانوا أصحاب صنائع يكسبون بها رزقهم، فسيدنا يوسف عليه السلام مع أنه نبي إلا أنه طلب العمل، قال تعالى عن سيدنا يوسف عليه السلام ” قال اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم” وأخرج مسلم في صحيحه أن نبي الله زكريا عليه السلام عمل بالنجارة، ولقد فهم الصحابة رضي الله عنهم أهمية العمل لجلب الرزق، لذا قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، وإن الله تعالى إنما يرزق الناس بعضهم من بعض، وكما يعد العمل سببا في اكتفاء الأسر والعائلات.

وبالتالي اختفاء بعض المظاهر السلبية في المجتمع كالسرقة أو التسوّل، ويظهر ذلك من خلال إن الإسلام حث على العمل مهما كان بسيطا، وإن العمل يؤدي إلى إختفاء مظاهر التسول في المجتمع حيث ذمّ النبي صلى الله عليه وسلم طلب المال من الناس، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم العمل بجمع الحطب على بساطته أفضل من عطايا الناس وإن كثرت، لأن العمل يؤدي إلى كفاية الأسر، وعدم حاجتها للمعونة والصدقات، ويحوّل الفرد من مستهلك إلى مُنتج، وإن المجتمع يقدّر الرزق مهما كان بسيطا ويقدر المحترف مهما كان عمله متواضعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى