الدكروري يكتب عن الحروب التي أنهكت الشعوب بقلم / محمـــد الدكـــروري اليوم : الجمعة الموافق 17 نوفمبر 2023
الحمد لله المبدئ المعيد، الفعال لما يريد، خلق فسوى، وقدر فهدى، أحمده وأشكره وأثني عليه الخير كله، هو رب كل شيء ومليكه، وأصلي وأسلم على رسوله ومصطفاه، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين، لقد وردت أحاديث كثيرة تبين نوع البلاء بالنسبة للجريمة، وأنها مناسبة لها قدرا وشرعا، ففي الحديث الصريح يقول صلي الله عليه وسلم “يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله.
إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم” وإن عكس كلمة السلام هى الحرب، وقد قامت حروب كثيرة بين الشعوب على مر العصور في كل أنحاء الأرض، تلك الحروب التي أنهكت شعوبها، واليوم يتمنى شعوب العالم أن يسود السلام، حتى يستكملون حياتهم بدون خوف من قذائف أو رصاص أو قنابل أو أسلحة نووية تؤذي الجنين في بطن أمه، وتقضي على طفولة الأبرياء، وتقوم بهدم أي صرح من المباني والحضارات وتدمر الميراث التاريخي لأي وطن، فعملت الشعوب على المناداة بالسلام لعل أحد يستمع لهم، وخاصةً أن السلام قد تم ذكره في مختلف الديانات السماوية، فنجد أن المسيحية كان أساسها هو المحبة والرحمة.
كما أن الدين الإسلامي الحنيف أمر بالسلام، وكذلك اليهودية، وأن آثار السلام تعم الكائنات كلها ومن عظمة معنى كلمة السلام، فالله سبحانه وتعالى اختاره ليكون من أحد أسمائه الحسنى، كما أنه هو التحية التي أمرنا بها الله بين بعضنا البعض، وهو أيضا الدعوة التي نادى بها كل الأنبياء وهو ختام الصلاة، ولنعلم جميعا بأن الشهداء هم أصحاب الأجر الوفير والنور التام المنير، ونبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تمنى أن يكون شهيدا، وأن يُقتل في سبيل الله مرات ومرات، والشهيد لا يفتن في قبره وعن راشد بن سعد رضي الله عنه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن رجلا قال يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال ” كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة”
والشهيد لا يشعر بالألم عند موته، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة” وكما وعد الله للمجاهد إن توفاه أن يدخله الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” مثل المجاهد في سبيل الله واللهُ أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة، أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة”.