مقال

الثبات وعباد الله المؤمنين

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الثبات وعباد الله المؤمنين

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 11 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، إن من علامات الساعة الكبري هو خروج يأجوج ومأجوج وهما قبيلتان من بني آدم اشتهرتا بالفساد حتى ضرب ذو القرنين بينهم وبين الناس سدا من الحديد يمنعهم من الوصول إلى الناس، وتسعى القبيلتان إلى هدم السد والخروج إلى الناس يوميا من خلال أعمال الهدم، إلا أن الله تعالي يجعل عملهم في هدم السد هباء إلى أن يشاء الله سبحانه وتعالي ذلك، ويُعد خروجهم من الفتن الكبيرة التي تصاب بها الأُمة، وهم يخرجون بعد نزول نبي الله عيسى عليه السلام وينتشرون في الأرض ويضيقون على الناس إلى أن يرسل الله على رقابهم دودا فيموتون.

ويحمي الله المؤمنين ونبيه عيسى عليه السلام منهم، ولقد أمر الله عز وجل عباده المؤمنين بالثبات على هذا الدين القويم، والاستقامة عليه حتى الممات، وكان على رأس الخلق إمام الموحدين، وقائد الغر المحجلين سيد المرسلين المعصوم صلى الله عليه وسلم حيث قال الله له كما جاء فى سورة هود” فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير” فاستقم كما أمرت، فقد أحس صلى الله عليه وسلم، برهبتهه وقوتها حتى روي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال مشيرا إليها “شيبتني هود وأخواتها” فالاستقامة هي الاعتدال والمضي على نهج الله دون انحراف، مع اليقظة الدائمة والتدبر الدائم، والتحري الدائم لحدود الطريق المستقيم، وقال أيضا سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة الشورى ” فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم” 

وكيف لا؟ وقد جعل الله لمن آمن بدينه حقا، واستقام على طريقه صدقا، الفضائل العظيمة، والمنازل الرفيعة، والدرجات العلا في يوم تزل فيه الأقدام، وتخف فيه الموازين، ولا شك أن الاستقامة من أعظم المسؤوليات، وأوجب الواجبات، التي كلفنا الله عز وجل بها، وأن على المرء أن يبذل جهده ويسأل ربه العفو والغفران إذا ما قصّر أو أخل في حياته بشيء منها، قال الله عز وجل على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم كما جاء فى سورة فصلت ” قل أنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين” وإن مما يساعد على الإستقامه هو العلم، وأفضله بلا شك هو علم الوحيين الكتاب والسنة، الذي هو أفضل القربات إلى الباري عز وجل وهو تركة الأنبياء وتراثهم.

وبه تحيا القلوب، وتعرف الشرائع والأحكام، ويتميز الحلال والحرام، وهو الدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، وهو الصاحب في الغربة، والحديث في الخلوة، والأنيس في الوحشة، وبه يعرف العبد ربه، ويوحده ولا يعبد غيره ويأنس به ولا يلتجأ إلى سواه، ورحم الله عمرو بن عثمان المكي يوم قال”العلم قائد، والخوف سائق، والنفس حرون بين ذلك جنوح خداعة، رواغة، فاحذرها وراعها بسياسة العلم، وسقها بتهديد الخوف يتم لك ما تريد، وإن من أهم ما يعين على الاستقامة هو مصاحبة الصالحين ومجالستهم وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم يوم قال “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” رواه أبو داود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى